إن الفساد الفطريّ هو فساد كليّ، أي أنه تام وقاطع من حيث استحالة تعافي الإنسان ذاتيًا منه. فإن الخطيّة الأصليّة تنشئ ميلاً مباشرًا للفساد المستفحل، وفي النهاية، للفساد التام. ونقول في كلمة واحدة: هذا هو الموت الروحيّ. فإن الموت الجسديّ قد يترك ضحيته في درجات متفاوتة من الحالة المزريّة. أي قد لا تكون الجثة هزيلة بشكل كبير، وقد تظل دافئة، أو لينة، أو تظل تحمل أثرًا طفيفًا من اللون على الوجنتين، أو ابتسامة على الشفاه. وربما تظل الجثة ثمينة وجميلة في عيون من أحبوا هذا الميت. لكنها مع كل هذا ميتة وقد فارقتها الحياة، ويوشك التعفن البغيض على اللحاق بها، إن آجلاً أو عاجلاً. الأمر فقط مسألة وقت.