من الواضح أنَّ من يضع يده على المحراث، لا بُد وأن ينظر للأمام للسير في خط مستقيم غير ملتو، ومن ينظر للخلف يلتوى منه خط السير. ومن هذا المنطلق يحثنا يسوع على الجهاد الروحي بلا توقُّف ولا تراجع لانَّ "الَّذي يَثبُتُ إلى النِّهايَةِ فذاكَ الَّذي يَخلُص"(متى 24: 13).
ومثالنا على ذلك هو السيد المسيح نفسه، فبالرغم من انه كان يعرف أنه سيواجه الاضطهاد والموت في اورشليم إلا أنه اتجه بثبات وعزمٍ نحوها "ولَمَّا حانَت أَيَّامُ ارتِفاعه، عَزَمَ على الاتِّجاهِ إلى أُورَشَليم"(لوقا 9: 51).
ويُعلق العلاَّمة القدّيس بونافَنتورا الراهب الفرنسيسكاني " إذا أردنا أن نبلغ الكمال، من المهمّ أن نتخلّى عن كلّ افتراض فكريّ. لا ينال الكمال إلاّ الذي يرغب فيه، ولا يرغب فيه سوى الذي يلهبه الرُّوح القدس الذي أرسله المسيح إلى الأرض.
لذا، قال الرَّسول بولس إنّ هذه الحكمة السريّة "كَشَفَها لَنا اللهُ بِالرُّوح" (1قورنتس 2: 10)"