فيجب ألا يكون ملكوت الله مجرد ملكوت المستقبل. لكن في نظر الأغلبية العظمى فإنه بالتأكيد ما زال في المستقبل، أما في مجتمع كنيسة المسيح فيجب أن نسعى إلى الوحدة، ونبدأ في التحرّر بأسلوب بحيث تنتهي الهموم على الأقل ضمن الأخويات المسيحية التي يحب فيها بعضنا بعضا.
وينبغي أن يكون مجتمعنا المسيحي أقوى من أبواب الجحيم والموت. وينبغي أن يكون ذا نوعية خالصة ممتازة في كل المجالات، ليس على صعيد الحياة المشتركة فحسب بل أيضا على صعيد المصداقية والشفافية. فلو صادف أن حصل أحد الأفراد على فائدة معينة، فينبغي أن لا ينتفخ ويشعر بأنه يستحق تكريما خاصا به لمجرد حصوله على ذلك. فالفضل هو فضل الله لا البشر. فلا التقاليد والعادات، ولا وجهات نظر الناس، ولا آخر التقليعات، ولا ما تعتقده دولة معينة بأنه صائب، وإنما ما هو حق لدى الله فقط. فعندما يحدث هذا سيكره الناس شعب الله. لأنه يحكي بصراحة في وجه العالم كله:
إن تقاليدكم زائفة! هل تفترضون بأننا سنقرّ بأساليبكم الحربية؟ هل تظنون بأننا سوف يعجبنا انتفاخكم وحسدكم، ومحبتكم للذات، وشتى أنواع الدجل الذي تختلقونه وتمارسونه لكي تصبحوا أغنياء؟ كلا! أننا نفضّل الانتماء إلى المعدمين والفقراء بدلا من أن نستمر في إجلالنا لهذا الدجل والاحتيال!