يوشيا - الملك الذي حارب السحرة
الملك الذي حارب السحرة (2 ملوك 23)
كان الملك حزقيا صالحا ولكنه أنجب نسلا طالحا. تمادى ابنه منسى وتطرف في صنع الشر. وسار حفيده أمون بنفس الشر. ولهذا ازدهرت الوثنية وكثـر السحر والعرافة والآلهة البيتية والعبادات الباطلة حتى جاء يوشيا بن أمون بن منسى بن حزقيا.
أراد يوشيا أن يرمم بيت الرب. فوجد سفر العهد وقرأه. وعندما علم موقف الله ومعايره انكسر قلبه بسبب خطيئة شعبه وخطيئته ومزق ثيابه وبكى أمام الله وتواضع أمام العلي. ثم دعا كل الشعب وقرأ سفر الله في مسمعهم. وقطع أمام الجميع عهدا أن يخدم الرب بكل قلبه ويطيع كل وصاياه. وبدأت الحرب ضد العبادة الوثنية. فنقى هيكل أورشليم من عبادة البعل والسارية وحارب عبادة عشتاروث وكموش وملكوم إذ ازدهرت الوثنية عند بنـي يسرائيل. ومنع عبادة الشمس والقمر والآلهة البيتية والكواكب والنجوم (آ 5). ويستخدم النص العبـري كلمة "מזלות" للدلالة على أجناد السماء، أو لمنجمي الفلك والناظرين إلى الأبراج الفلكية. ومنع أيضا ممارسة الزنى باسم الدين وأزال أماكن العبادة الوثنية.
وأزال السحرة والعرافين والتـرافيم والأصنام والرجاسات (آ 24). والكلمة الأولى "السحرة" هي "הָאֹב֣וֹת " وتعنـي من يستحضر أرواح الأموات. والكلمة الثانية "العرافين" هي (הַ֠יִּדְּעֹנִים) تعني من يستحضر أشباح وأرواح للحصول على المعلومات. والتـرافيم هي أصنام صغيرة على شكل إنسان يحملها الشخص معه للعبادة وقد تستخدم للحظ وللتكهن بالمستقبل. بإيجاز، حارب يوشيا كل شيء لا يرضي الله سواء كان صغيرا أم كبيرا.
إن طريق التوبة يبدأ بتكريس القلب والتمسك بكلمة الله ويستمر بالعهد والإلتزام العلني أمام الله. ويثمر بمحاربة الشر ونزع كل ما يعيقنا على الاقتـراب من الرب. فكُل سحر وعرافة وعين زرقاء وكف الحسد وفتح الفنجان والعرافة باستخدام أوراق اللعب وقراءة الكف والأحجبة واستحضار الأرواح ومكالمة الأموات والتنجيم وكهانة الفلك أو أي أمر يشببها مرفوض ومضلل ولا يمكن تبريره أمام الله. فلنتعلم من يوشيا ونثق بالرب وحده.