وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ
أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم:
السَّلامُ علَيكم!
"جاءَ يسوعُ" فتشير إلى حضور المسيح القائم من الموت بين تلاميذه في العُليِّة حيث كان تلاميذه مجتمعين عشية يوم الأحد. التلاميذ يبحثون عن يسوع ولكنهم لا يجدونه، لأن يسوع جاء يبحث عن تلاميذه في مكان تواجدهم، في خوفهم وشكوكهم وانغلاقهم على أنفسهم. يظهر يسوع لنا في وسط ضعفتنا وخطايانا وفشلنا عندما تكون قد أُغلقت كل أبواب الحلول ولم يعد هناك أي أمل بالخلاص.
هذا هو ظهور المسيح الأول لكل التلاميذ لكنه الخامس بالنظر إلى ظهوره لبعضهم، أولهم مريم المجدلية (أعمال الرسل 16)، والثاني لرفيقتين (متى 28: 6) والثالث لبطرس (1قورنتس 15: 5) والرابع لتلميذي عماوس (لوقا 24: 12) والخامس ما ذكر هنا. جاء يسوع هو نفسه الذي مات في الأمس مسمّراً ومطعونا بحربة في جنبه.
جاءهم من عالم آخر غير خاضع لقوانين عالمنا هذا ليقودهم ويرافقهم كما يرافق الراعي خرافه (يوحنا 14: 3-18).
جاءهم وهو غير مقيّد بحدود الزمان والمكان، بل أصبح ممكناً له الدخول والأبواب مغلقة. وهذا لا يعني أنه كان شبحا أو خيالا بل كان " جِسْمًا رُوحِيًّا" كما سمّاه بولس الرسول (1 قورنتس 15: 44).