|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
22 - 04 - 2022, 08:38 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 اراك في الم مُبرح.. وعار غير مُحتمل بسبب قرارك الغير مفهوم "أن تصير بشراً".. الم تقدر أن تنزل عن صليبك مثلما نزلت من سماءك قديماً.. الم تقدر أن تُخرس افواه الساخرين مثلما ابكمت البحر قبلاً.. الم تقدر أن تأمر لجيوش ملائكة رهن اشارة منك أن يقتحموا المشهد وينهوا تلك المهزلة.. ارى ملائكتك مذهولين مما يرون.. ولسان حالهم واحد.. "لماذا ايها العلي كل هذه المهانة والإهانة؟" اما عني فأسئلتي مختلفة قليلاً عنهم، واريدك أن تصف لي.. كيف هو الموت عارياً مذلولاً لا تسمع في اخر لحظاتك سوى صرخات امك الحزينة، وقهقهة جنوداً ساخرين منك.. ماذا يكون شعوره ياسيدي؟ كيف هي اللعنة عندما تنصب عليك؟ وخاصة وانت برئ غير مذنب بشئ.. كيف احساس العجز التام، حتى عن أن تطيّب قلب امك المسكينة وان تهدئ السيف الذي يجوز في نفسها لحظة رؤيتك هكذا.. كيف هو الترك والكسرة والظلام المُرعب وانت النور نفسه ياحبيبي.. كيف هو العجز أن تُربط وتُسمر طوال اليوم بلا حراك.. اخبرني ياكلي القدرة، ياحامل كل الاشياء بكلمتك .. كيف هو ان تُرفع وتُضرب وتُساق للذبح.. وكيف استطعت الصمت في كل هذا؟ والاهم بالنسبة لي، كيف هو الموت ياسيدي.. اهو حقاً مُرعب وموجع مثلما اتخيل؟ ام هو فقط باباً لبُعد ومكان اخر سبقتني لتُعده لي من قبل أن اتي.. كيف هو النزول للجحيم وكم هو مُرعب ان تخطو لمملكة الشر برجليك كبشر وليس كالله العلي.. يا الله اذا كان الخيال يهز اعماقي وانا ارسمه، فكم كام الواقع عليك وقتها! لم اختبر اي من هذه التجارب المريعة والمؤلمة.. واعتقد اني لن اختبرها مطلقاً. . لانك سبقت واجتزتها عني ولأجلي ياسيدي.. اعتقد انك اكملت التجربة البشرية اكثر مني يا الهي، فأنت اليوم اصبحت انسانا اكثر واكمل مني.. اراك تقدمت عني كثيراً في أن تكون بشراً.. سبقتني للموت ووصلت لآخر النفق المظلم بكل اهواله، لتنيره لي وانا اتبعك واخطو ورائك.. اقف مذهولا امام المشهد، وتمر السنوات ولا يقل اندهاشي ورهبتي بل تزداد يوماً بعد يوم .. ولا اقدر الا أن اشكرك فقط.. اشكرك.. لان كل تلك الالام والاهانات اراها فيك وهي في الاصل لي أنا، تخصني أنا فقط.. اشكرك لاجل حُبك الشجاع لأنك سبقتني للموت بلا تردد وغلبته اشر غلبة فلن احمل همّه مجدداً.. اشكرك لان حُبك لي قادك للموت حرفياً.. فانا مُت معك واجتزت فيك كل تلك الاهوال، مُحتمي في قلبك الرحب مُبتعداً عن الضربات واللعنات فأنت اخذتها كلها عني.. واليوم ساُدفن معك في قبرك.. ونظل في ظلامه ساكنين، الى أن يخترق النور القبر ياحبيبي ونعبُر للمجد سوياً.. 
|
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| أنا اليوم أتنسَّم من قبرك رائحة حياتي |
| لاتنسى يوم قبرك |
| قبرك يارب فرح |
| من قبرك شع النور |
| حتى إن كنت راقدًا في قبرك، |
العرض العادي
