في بدء رسالته في الجليل اختار يسوع أربعة تلاميذ له لكي يعترفوا به "رابي" او معلما، وهؤلاء التلاميذ هم الصياَّدون: سمعان واندراوس ويعقوب ويوحنا، وكانوا يعملون بصيد السمك على شاطِئِ البحيرة، دعاهم الرب "لِكَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مرقس 3: 14)،ويشتركون معه في إعلان بشارة الملكوت، وحمل لواء الدعوة بعد صعوده. وهنا تعلق القدّيسة تيريزا الطفل يسوع على سر الدعوة بقولها "هذا هو سرّ دعوتي وحياتي كلّها وبخاصّة سرّ امتيازات الرّب يسوع على روحي. إنّه لا يدعو الذين يستحقّونه، بل الذين يختارهم، أو كما أخبر القدّيس بولس: فقَد قالَ لِموسى: ((أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف)). فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَوسَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ اللّه. ويكمن الكمال في أن نعمل إرادته ونكون ما يريد هو أن نكون نحن عليه" (MS A, 2 r°-v°).