«أَ لَيْسَ أَني أَنـا اخترْتكُمْ، الاِثنيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنكُمْ شَيْطَانٌ!»
( يوحنا 6: 70 )
سقوط يهوذا الشنيع كان سبب حزن حـقـيقي لقلب الرب، لم يُخففه عِلمه السابق الذي أتاح له أن يرى النهاية من البداية.
وتصـريح الرب المؤكد «الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ وَاحِدًا مِنكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!» ( يو 13: 21 )؛ هذا التصريح أحدَث اضطرابًا في فكر التلاميذ.
وفي الحقيقة أنه لم يكن يدور في فكرهم شك تجاه يهوذا «فَكَانَ التلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعضُهُمْ إِلَى بَعضٍ وَهُم مُحتَارُونَ فِي مَن قَالَ عَنهُ» (ع22).
ففي نظرهم كان يبدو مُخلِصًا لدرجة أن الصندوق كان في عُهدته. ولكن اتقانه الخداع والتعمية من الشيطان كان قد بلغ الكمال «لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكلَهُمْ إِلَى شِبهِ رُسُلِ المَسِيحِ» ( 2كو 11: 13 -15).