دَخَلَ دَانِيآلُ إِلَى أَرْيُوخَ الَّذِي عَيَّنَهُ الْمَلِكُ لإبَادَةِ حُكَمَاءِ بَابِلَ، ..
وَقَالَ لَهُ هَكَذَا: لاَ تُبِدْ حُكَمَاءَ بَابِلَ
( دانيال 2: 24 )
لم يكن دانيآل من المتقوقعين على أنفسهم، بل كان مهتمًا بالآخرين. ففي أزمة طلب نبوخذنصَّر من الحكماء أن يُعلِموه بالحلم وتفسيره، إذ حكم عليهم بالموت، ذهب دانيآل «وأَعلمَ حننيا وميشائيل وعزَريا أصحابه بالأمر، ليطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة هذا السر، لكي لا يهلك دانيآل وأصحابه مع سائر حكماء بابل» ( دا 2: 17 ، 18).
لقد اهتموا حتى بالمنافسين. وأستبعد أن جميعهم كانوا يبادلونهم المشاعر النبيلة. وعندما كُشف له السر، دخل إلى ”أريوخ رئيس شُرَط الملك“ قائلاً: «لا تُبِد حُكماء بابل» (ع24)، وليس ”لا تُبِدْني“ أو ”لاَ تُبِدْنا (أنا ورفقائي الثلاثة)“؛ فقد كان يُهمُّه خير الآخرين، وإن اختلفوا معه في الأمر، أو في منهج الحياة، أو حتى في الدين.
بل حتى في ترقيته طلب من أجل زملائه ( دا 2: 49 ).