رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسر الغرباوي يكتب:عاجل للكنسية المصرية وشعبها دمرت ثورة 25 يناير الخرافة التي عاش عليها النظام، وأظهر الجميع مسلمين ومسيحيين ترابطا وتماسكاً منقطع النظير دأب نظام مبارك البائد على زراعة حقول الألغام بين مكونات المجتمع المصري على المستوى السياسي عبر تفريق المعارضة وضرب بعضها ببعض، وعلى المستوى الاجتماعي عبر تمزيق النسيج الوطني بين المسلمين والمسيحيين؛ حتي يبدو للجميع أنه صمام الأمان للوطن والمواطنين عبر تسويق خرافة أن المسيحيين في حال ذهابه أو سقوطه سوف ُيأكلون من الذئاب الكاسرة، الإسلاميين، طبعا في تصور النظام المخلوع سقوط الخرافة دمرت ثورة 25 يناير هذه الخرافة التي عاش عليها النظام زمنا مديدا، وأظهر الجميع مسلمين ومسيحيين ترابطا وتماسكاً منقطع النظير، فما ظهر في ميدان التحرير من تلاحم بينهم، وما شهدته المستشفيات من مصابين من كلا الطرفين أثناء الثورة، وما ضمته المقابر من الشهداء، مثل الشيخ عماد عفت، والشهيد دانيال، أبلغ دليل على مدى متانة وقوة الوحدة الوطنية، التي ستظل خالدة بخلود مصر الغالية. عودة الوهم سقط نظام مبارك وعائلته، ولكن بقي جسم النظام ُيبدي مقاومة مستميتة لمحاولة الحصول على قبلة الحياة، من خلال فوز أحد رموزه في انتخابات الرئاسة ليستأنف دورته الاستبدادية القاتلة، وهذه الرموز تسوق نفسها بنفس أسلوب النظام البائد تحت دعاوي" الوطن في خطر، الوطن على وشك الإفلاس، أمامنا أيام سوداء، التحديات قاسية، الإسلاميين هيحرقوا البلد، الإخوة المسيحيين مهددون، قيم المواطنة في خطر". وبدأ البعض دون أن يدري يروج هذه المزاعم، بأن بالمسيحيين سيصوتون للفريق شفيق أو عمرو موسى لأنهم لا يأمنون على مستقبلهم في حالة نجاح أي مرشح آخر من فريق الثورة! وتكثفت هذه الدعاية الصفراء وسط المجتمع المصري، حتى بدا للكثيرين أن دخول أحد رموز النظام البائد لجولة الإعادة سيكون بفضل الصوت المسيحي! وهذا أمر خطير سيؤثرعلى وحدة النسيج الوطني المصري في المستقبل. تأمين المستقبل فمن الناحية الإجرائية.. وارد دخول عمرو موسي أو أحمد شفيق جولة الإعادة، وسيكون ذلك عائداً لتصويت جموع من المصريين منهم المسيحي والمسلم، ولكن نتيجة للمقولة الشائعة التي يسعى شفيق وموسى لترويجها، وهي أن الصوت المسيحي قد حسم صوته لصالحهم سُيحمل الرأي العام مسئولية دخول أحدهم جولة الإعادة أو نجاح أحدهم لأصوات المسيحيين فقط . وعندها سيزايد المتعصبين، ويقولون أن عودة نظام مبارك لحكم مصر يتحمل مسئوليته الإخوة المسيحيين وحدهم، وهذا طبعا غير منطقي ولا واقعي، ولكن كما تعرفون الفتن تنشأ حيث يغيب العقل ويتشوه الوجدان، لذلك أنصح إخواني المسيحيين بحكم ثقتي في وطنيتهم وحبهم لوطنهم أن يسارعوا إلي تفكيك هذه الدعاوي، حرصا منهم على مستقبل مصر والوحدة الوطنية، في ذات الوقت دفاعاً عن أنفسهم حتي لايتحملوا وزر عمل لم يفعلوه وفق الخطوات التالية: 1 -على رأس الكنسية الأرثوذكسية أن تعلن أنها على مسافة واحدة من كل المرشحين، وأنها لم تدعم أحد من المرشحين؛ لأنها مؤسسة روحية لا شأن لها بخيارات أفرادها السياسية، كما فعلت الكنسية الكاثوليكية المصرية، ومؤسسة الأزهر الشريف، قد وردت أنباء عن قيامها بذلك لكن لم تتأكد بشكل رسمي. 2 - على الإخوة المسيحيين أن ينخرطوا في الحملات الانتخابية للمرشحين بقوة وبكثافة، كلُ حسب ما يرغب ويؤيد، فالأخ المسيحي الذي سينتخب مثلا أبو الفتوح أو صباحي أو محمد مرسي أو غيره، عليه أن يشارك في حملاتهم الانتخابية، ويلتحم بالمجتمع، وسط جو من التواصل والتآلف، حتى يدرك المجتمع أن الصف المسيحي ليس كتلة واحدة مصمتة، وإنما شأنه شأن كل المصريين، فيهم المؤيد لمرشحي الثورة، وفيهم المؤيد لرموز نظام مبارك. 3 – على الجميع أن يدركوا أن مستقبل الوطن مرهون بالتلاحم المجتمعي بين المسلمين والمسيحيين، ونشر روح التسامح، وعدم التعصب، وليس بقوة السلطة ولا سطوة القانون، وأن المستقبل هو أن ننتج نحن المصريين نظاما يقطع مع ماضي مبارك البائد، وندرك أن المجتمع يستمد قوته من ذاته، وليس من الرئيس أو النظام، فبالحب تبنى الأوطان. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|