فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين
عبارة "الصَّيارِفَةَ" فتشير الى الصيارفة الجالسين في اروقة فناء الوثنيين في الهيكل لتغيير النقد الروماني الى نقد يهودي للحصول على نقود مُرخّصة للتقادم حيث كانت ضريبة الهيكل تدفع بالعملة اليهودية.
وكانت ضريبة الهيكل لا تدفع إلا بعملة "شيكل القدس"، وكانت تساوي عشرة قروش، وهو مبلغ كبير، إذا ذكرنا أن أجرة العامل اليومي في ذلك الوقت لم تكن تتعدى القرشين يومياً.
وكان على كل يهودي في كل سنة أن يدفع هذه الضريبة، وكان الصرافون يمكّنون اليهود الآتين من الخارج ان يصرفوا أموالهم، إما لشراء تقدمتهم (حمامة مثلا)، وأمَّا لدفع الدرهمين وهما ضريبة الهيكل، وبالتالي كان الحجاج يتعرضون للغش.
فكان الجميع يعتقد انها ليست خطيئة عظيمة ان يبيعوا في الهيكل ما يُقدّم كذبائح في الهيكل.
ويُبرِّر رؤساء الكهنة السماح للصيارفة وللباعة والتجَّار داخل "فناء الامم" على انه راحة للمصلِّين وزيادة دخل الهيكل.
إلاَّ أن ذلك يؤدِّي الى الاستهتار بحرمة الهيكل موضع عبادة الله التي هي الغرض الرئيسي لزيارة الهيكل علما ان فناء الوثنيين لا يقلّ قداسة عن فناء اليهود في الهيكل كما جاء في قول الرب على لسيان أشعيا النبي "أَفصارَ هذا البَيتُ الَّذي دُعِيَ بِآسْمي مَغارةَ لُصوصٍ أَمامَ عُيونِكم؟" (ارميا 7: 11).
فلا عجب إذن من رد فعل يسوع لدى دخوله فناء الامم الوثنيين في الهيكل.
لقد أُسِيء استخدام الهيكل، إذ حوّله الناس الى سوق تجارية، ونسوا او لم يأبهوا ببيت الله أنه مكان العبادة، وليس سوقاً تجارية للربح علماً ان الذبائح اصبحت بلا فائدة مع مجيء المسيح.