روحَانيَّة عيد ميلاد البتول القدِّيسَة:
إن ذكرى القديسين مجيدة، لكن لا شيء يعادل مجد احتفال اليوم كمَا يقول القدِّيس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية. تكريم العذراء القدِّيسَة هو من صميم الروحانيَّة الغربيَّة لأنَّهُ يعبِّر عن الهدَف الذي يتوقُ إليه كلّ مسيحيّ. فتكريمهَا في مختلف طرقِهِ وعبَاراتِهِ، هو دائِماً التسبيحُ الذي يَرفعُهُ المؤمن لله الذي يَعمَل العَظائِم. لقد كانت مَريَم قائِدَتنا إلى القداسَة، إذ أصبَحَت والِدة الإله وأمُّنا أجمَعين.
إنَّ يوم ميلاد البتول القدِّيسَة هو يوم البَهجَة والسرور لكلّ الجنس البشري لأنها هي التي ولدت المسيح الإله مخلص العالم وفادي الإنسَان. بميلاد والِدة الإله مريم الدائِمَة البتوليَّة قد انحلَّ عقر يواكيم وحنة وأيضا انحل عقر طبيعتنا باعتبارهما شأنا واحد، بميلاد الطوبَاويَّة مريم نجونا من الموت وبها تألهنا.
إنَّ ابتهَاجَنا وسرورنا بميلاد البتول القدِّيسَة مريم هو ابتهاجٌ وسرورٌ بالمسيح الإله.
لذا تحيا الخليقة إذا أصبحت مكانا للمسيح على مثال سكنى الرب يسوع في أحشاء مريم .إذ تبقى رسالة مريم العذراء هي أن تنمي فينا محبة يسوع المسيح ربِّنا.
وعليه لنصرخ مَعَ القدِّيس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية إلى القديسة العذراء مريم قائلين: مباركة انتِ في النساء أنت وحدك شفيت أحزان حواء. أنت وحدك مَسَحتِ دموع الباكية. أنت وحدكِ حملت ثمن فداء العالم، وأخذتِ الكنز الذي لا يُثمَّن لتحفظيه. وحدك حبلتِ بلا رغبة، وولدتِ بلا ألم، وحدك ولدت عمانوئيل كما شاء هو. فمباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك.