وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة
فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان:
"رَفَعَ" فتشير الى وضع ابن الانسان على ارتفاع، كي يتمكّن الجميع، القريب والبعيد، من رؤيتها.
كما يصرّح يوحنا الإنجيلي "سَيَنظُرونَ إِلى مَن طَعَنوا "(يوحنا 19: 37).
ويُعلق القديس اوغسطينوس "هناك فرق بين الصورة الرمزية والشيء الحقيقي، الرمز يبعث حياة وقتية، والحقيقة التي لها الرمز تبعث حياة أبدية".
وهناك معنى مزدوج في فعل "رفع" في نص انجيل يوحنا: رُفع يسوع على الصليب (يوحنا 3: 14) و"رُفع في المجد" كما ورد في صلاة يسوع الكهنوتية "مَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم" (يوحنا 17: 5).
لان الصليب موضع ارتفاع يسوع في مجد الآب كما صرّح يسوع "متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو" (يوحنا 8: 28)؛ فرَفْع يسوع على الصليب هي علامة وسبيل ارتفاعه في المجد؛ فيسوع الذي رُفع على الصليب وفي المجد، يفتح للبشر أبواب الخلاص، إذ يهبهم حياته بالذات ومجده كقائم من الموت كما تنبا يسوع قبل موته وقيامته قائلا: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين"(يوحنا 12: 32).