|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داود لم يَخَف مَاذَا تَفْعَلُ حِينَ تَخَافُ؟ — رُبَّمَا تَرُوحُ عِنْدَ ٱلْمَامَا وَٱلْبَابَا حَتَّى يُسَاعِدَاكَ. وَلٰكِنْ هُنَاكَ شَخْصٌ غَيْرُهُمَا قَادِرٌ أَنْ يُسَاعِدَكَ أَيْضًا. وَهُوَ أَقْوَى مِنَ ٱلْكُلِّ بِكَثِيرٍ. هَلْ حَزَرْتَ مَنْ هُوَ؟ — أَحْسَنْتَ! إِنَّهُ يَهْوَهُ. تَعَالَ ٱلْآنَ أَحْكِي لَكَ قِصَّةَ شَابٍّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱسْمُهُ دَاوُدُ. وَهُوَ كَانَ شُجَاعًا، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَخَفْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُسَاعِدُهُ دَائِمًا. مِنْ وَقْتِمَا كَانَ دَاوُدُ طِفْلًا، عَلَّمَهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ أَنْ يُحِبَّ يَهْوَهَ. وَهٰذَا سَاعَدَهُ أَنْ لَا يَخَافَ حَتَّى لَوْ صَارَتْ مَعَهُ أُمُورٌ مُخِيفَةٌ. فَدَاوُدُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ صَدِيقُهُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُهُ دَائِمًا. وَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، كَانَ دَاوُدُ يَرْعَى خِرَافَ أَبِيهِ. فَأَتَى أَسَدٌ كَبِيرٌ وَأَمْسَكَ خَرُوفًا بِأَسْنَانِهِ! هَلْ تَعْرِفُ مَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ؟ رَكَضَ وَرَاءَ ٱلْأَسَدِ وَقَتَلَهُ، رُبَّمَا بِيَدَيْهِ فَقَطْ! وَبَعْدَ ذٰلِكَ، هَجَمَ دُبٌّ عَلَى ٱلْخِرَافِ فَقَتَلَهُ دَاوُدُ أَيْضًا. فَمَنْ بِرَأْيِكَ كَانَ يُسَاعِدُ دَاوُدَ؟ — صَحِيحٌ! إِنَّهُ يَهْوَهُ. مَا كَانَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْوَحِيدَةَ ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا شُجَاعًا. فَمَرَّةً مِنَ ٱلْمَرَّاتِ، كَانَ شَعْبُ يَهْوَهَ يُحَارِبُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. وَٱلْفِلِسْطِيُّونَ نَاسٌ عَاشُوا فِي قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ. وَوَاحِدٌ مِنْ جُنُودِهِمِ ٱسْمُهُ جُلْيَاتُ كَانَ عِمْلَاقًا، يَعْنِي رَجُلًا طَوِيلًا جِدًّا جِدًّا. وَهٰذَا ٱلْجُنْدِيُّ كَانَ يَضْحَكُ عَلَى يَهْوَهَ وَشَعْبِهِ. وَتَحَدَّى ٱلْجُنُودَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ وَيُحَارِبُوهُ. لٰكِنَّهُمْ خَافُوا كُلُّهُمْ وَلَمْ يَقْبَلُوا. فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ بِذٰلِكَ قَالَ لَهُ: ‹أَنَا أُقَاتِلُكَ! وَيَهْوَهُ سَيُسَاعِدُنِي وَسَأَغْلِبُكَ!›. مَا رَأْيُكَ، أَلَمْ يَكُنْ دَاوُدُ شُجَاعًا؟ — نَعَمْ، شُجَاعًا جِدًّا. هَلْ تُرِيدُ ٱلْآنَ أَنْ نُكَمِّلَ ٱلْقِصَّةَ؟ حَمَلَ دَاوُدُ نَقَّافَتَهُ وَخَمْسَةَ حِجَارَةٍ مَلْسَاءَ وَذَهَبَ لِيُحَارِبَ ٱلْعِمْلَاقَ. وَلَمَّا رَأَى جُلْيَاتُ أَنَّ دَاوُدَ شَابٌّ صَغِيرٌ ضَحِكَ عَلَيْهِ. لٰكِنَّ دَاوُدَ قَالَ لَهُ: ‹أَنْتَ تَجِيءُ إِلَيَّ حَامِلًا سَيْفًا، أَمَّا أَنَا فَيَهْوَهُ يُسَاعِدُنِي لِأَغْلِبَكَ!›. ثُمَّ وَضَعَ حَجَرًا فِي ٱلنَّقَّافَةِ وَرَكَضَ صَوْبَ جُلْيَاتَ وَرَمَاهُ نَحْوَهُ. فَأَصَابَ ٱلْحَجَرُ جُلْيَاتَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ بِٱلضَّبْطِ! فَمَاتَ ٱلْعِمْلَاقُ وَوَقَعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ! وَخَافَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ هَرَبُوا كُلُّهُمْ. فَكَيْفَ قَدِرَ شَابٌّ صَغِيرٌ مِثْلُ دَاوُدَ أَنْ يَغْلِبَ عِمْلَاقًا؟ — يَهْوَهُ سَاعَدَهُ. وَيَهْوَهُ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْعِمْلَاقِ! لَمْ يَخَفْ دَاوُدُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُهُ مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنْ قِصَّةِ دَاوُدَ؟ — يَهْوَهُ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْكُلِّ. وَهُوَ صَدِيقُكَ أَنْتَ أَيْضًا. فَإِذَا خَوَّفَكَ شَيْءٌ، يَقْدِرُ أَنْ يُسَاعِدَكَ لِتَكُونَ شُجَاعًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|