أيّها الإله الذي صار إنساناً، لقد أحببتَ فيها كنيستك التي صارت امرأة. يا صورةَ الله غير المنظور، لقد سلّمتنا فيها صورة الكنيسة غير المنظورة. "هي ذي أمّك." شُكراً لك يا رب، لمنحنا تلك الأُم اللذيذة. على كلّ حال، لمّا تفضّلت برحمتك وجعلتنا أخوةً لك، كيف لا تكون أُمُّك أُمّاً لنا، نحن أعضاء جسدك، الذين يجمعنا بك روح واحد؟" وكان أُوريجينس قد قال، في القرن الثالث: "إن لم يكن لمريم إلاّ ابن واحد هو يسوع، وإن كان يسوع قد قال لأُمّه: "هوذا ابنك"، لا: "هذا ابنٌ آخر"، فكأنّنا به يقول: "هوذا يسوع الذي وَلدتِ." وفي الحال، إنّ كلّ من اكتمل اتحاده بالمسيح، لم يعد هو الذي يحيا، بل هو المسيح الذي يحيا فيه-غل 2/20- ولأنّ المسيح يحيا فيه، فعنه يقول لأُمه (وعنك أيّها المستمع، وعنّي): "هوذا ابنكِ المسيح."