أَجابَه توما: رَبِّي وإِلهي!
قد جمع توما بين لقبي "رب" و "إله" (يوحنا1: 1 و18)، واعترف أنَّ هذا الربّ هو ربّه، وأنّ هذا الإله هو إلهه، ولسان حاله ما قاله بولس الرسول "أَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه" (فيلبي 3: 19). فذاك الذي هو ربنا يسوع المسيح هو ايضا الله. ويعلق أسقف قسطنطينية بروكلس "صاح توما امام الرب متأملاً اتّحاد طبيعتيه" (العظة 1). وكان هذا الاعتراف آخر شهادة في انجيل يوحنا. نحن أمام أعظم اعتراف ايماني بلاهوت المسيح ويُنشد في الليتورجيا: ذاك الذي هو ربنا يسوع المسيح هو أيضا الله سبحانه تعالى. والجدير بالذكر ان إيمان توما مبني على مشاهدة أدلة ملموسة لآلام يسوع. فقد رأى في يسوع آثار الصلب فآمن بألوهيّته، ويعلق القدّيس أوغسطينوس: "شاهد توما الإنسان ولمسه لكنّه أعلن عن إيمانه بالله الذي لم يره ولم يلمسه. لكن ما رآه ولمسه جعله يعلن إيمانه بِمَنْ شَكّ فيه سابقًا". ومن هذا المنطلق، الإيمان المسيحي مرتكز على الإيمان بقيامة يسوع "الربّ وإله "، الذي منها يستمدّ قوّته بوجه كلّ الصعاب كما اختبره بولس الرسول بقوله " فمَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟ أَشِدَّةٌ أَم ضِيقٌ أَمِ اضْطِهادٌ أَم جُوعٌ أَم عُرْيٌ أَم خَطَرٌ أَم سَيْف؟" (رومة 8: 35). ويعتبر هتاف يسوع وإعلانه برهان على لاهوت المسيح لان توما خاطب المسيح في حضرة الرسل ولم يعترضه السمسيح بل مدحه.