قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس
"الرُّوحَ القُدُس" فتشير الى روح الله، الاقنوم الثالث في الثالوث. وقد سُمِّي روحا، لأنّه مبدع الحياة، ودُعي قدوساً، لان من ضمن عمله تقديس المؤمنين، إذ يُحيِّي المائتين بالخطايا والآثام ويُقدِّسهم ويُطهِّرهم، وبالتالي يُؤهِّلهم لتمجيد الله وللتمتع به الى الابد كما اختبره بولس الرسول "شَريعةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْني مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت" (رومة 8: 2)، ونال الرسل هنا قوة الادراك للأمور المختصَّة بالمسيح وملكوته أي فهم النبوءات المُتعلقة به وضرورة موته وقيامته لإتمام عمل الفداء كما جاء في انجيل لوقا " حينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب، وقالَ لَهم: كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث" (لوقا 24: 45-46). فالروح القدس هو قوة الخلاص لغفران الخطايا والذي يُمكّن التلاميذ من ان يشهدوا للمسيح: "مَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء"(يوحنا 15: 26-27). وكان هذا العطاء الخاص للتلاميذ بالامتلاء من الروح القدس عربون لِمَا سيختبره المؤمنون في يوم العنصرة (اعمال الرسل 2). ويُعلق البابا القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة الرب وواهب الحياة "إنّ الرّوح القدس الذي، في أعماق لله، هو أقنومٌ وهبة، قد أُعطيَ للتلاميذ وللكنيسة بطريقة جديدة، ومن خلالهم للبشريّةِ وللعالمِ أجمع" (رقم 23). ويليق بالذي يُرسل رسلا ان يعطيهم قوة لكي ينشروا رسالته، والمسيح أعطى رسله القوة بهبته لهم الروح القدس.