28 - 02 - 2022, 07:58 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الرثاء للنفس
وقد كان لإرميا نصيب وافر منه. لنسمعه وهو يقول: «أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ. قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ. حَقًّا إِنَّهُ يَعُودُ وَيَرُدُّ عَلَيَّ يَدَهُ الْيَوْمَ كُلَّهُ» (مرا 3: 1-3).
وخطورة هذه الحالة إن الشخص يتصور، خطأً، أنه هو وحده الذي يجتاز هذه الآلام، وأن الله لا يُبالي به، ويصل الأمر إلي فقدان الثقة في الرب؛ «قُلْتُ: بَادَتْ ثِقَتِي وَرَجَائِي مِنَ الرَّبِّ» (مرا 3: 18).
إلا أن إرميا واجه نفسه، وغيَّر من تفكيره، فابتدأ يُعدّد احسانات الرب: «أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مرا 3: 21-23).
وكأنَّ الشمس أشرقت عليه مرة أخرى، بعد ليل مظلم طويل.
|