* في كم يجب أن يكون رجانا وطيداً في مريم والدة الإله من
حيث أنها هي الملكة أو الرحمة*
أنه لأجل أن مريم البتول الكلية القداسة قد حازت منالله هذه الرتبة الكلية السموّ، وهي أنها صارت والدةً لملك الملوك وسيد الممالك جميعها، فبكل عدلٍ واستحقاقٍ قد كرمتها الكنيسة بصفة ملكة، وتريد من الجميع أن يكرمونها بهذه الصفة المجيدة. على أنه يقول القديس أثناسيوس: أن كان الابن هوملكاً فيلزم بكل عدلٍ أن تدعى والدته ملكةً وتعتبر كذلك. ويضيف الى هذا القديس برنردينوس السياني (في العدد الحادي والخمسين من المجلد الثاني) قائلاً: أنه من الوقت الذي فيه قد ارتضت مريم البتول بأن تكون أماً للكلمة الأزلي، فقد استحقت منذ تلك الساعة أن تصير ملكة العالم وكل المخلوقات. والأنبا القديس أرنولدوس يبرهن هكذا بقوله: أنه أن كانت لحمان جسم العذراء المجيدة لم تكن متميزة عن لحمان ابنها يسوع، فكيف يمكن أن يكون شخصها منفصلاً عن صفة التملك في مملكة ابنها، مع كونها أمه. ولذلك يلزم أن يقال أن مجد المملكة ليس فقط هو مشتركاً فيما بين الابن ووالدته ومشاعاً لهما، بل أيضاً هو خاص لكلٍ منهما*