رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقرر في الكتب المقدسة أن ملائكة السماء كثيرون٬ وأن عددهم غير محصور٬ إلا في علم الله تعالى خالقهم ، عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف (الرؤيا 5:11) وأنهم أنواع مختلفة ،وطغمات ، ورُتب ، وأنهم ذوو اختصاصات متمايزة. ولكل طغمة منها رئيس ٬ غير أن للملائكة سبعة رؤساء كبار ، لهم شرف المُثول القريب أمام عرش الله في السماء ٬ وهم الذين وصفهم سفر الرؤيا بأنهم السبعة الأرواح التي أمام عرشه (4:1) ٬ وأنهم سبعة مصابيح نار متقدة ٬ هي سبعة أرواح الله (5:4) ٬ كما وصفهم سفر طوبيا بـالسبعة الواقفين أمام الله (15:12). هؤلاء السبعة الرؤساء للملائكة ٬ جواهر روحانية غير هيولية ✝ذَكرت أسفار الكتاب المقدس أسماء ثلاثة منهم وهم: 1. ميخائيل (سفر دانيال 21-13:10) ، (1:12) ، (رسالة القديس يهوذا الرسول9) ، (سفر الرؤيا 7:12). 2. جبرائيل أو غبريال GHABRIEL (دانيال 16:8) ، (21:9) ، (لوقا 26-19:1). 3. رافائيل RAPHAEL (سفر طوبيا 12:15). ✝وأضافت كتب الكنيسة (ومنها كتاب الابصلمودية المقدسة) الأسماء الأربعة الأخرى وهى: 1. سوريئيل SOYRIEL (سوريال) 2. سيداكيئيل SEDAKIEL 3. ساراثيئيل SARATHIEL 4. أنانيئيل ANANIEL والمعروف في المفهوم الكنسي٬ أن أعظم الملائكة السبعة هو ميخائيل٬ وجبرائيل (غبريال) ورافائيل٬ ويوصفون في الخولاجي المقدس (كتاب القداس) وكتب الصلوات الأخرى بأنهم (الثلاثة العظماء المنيرون). أما ميخائيل فهو الأعظم بينهم جميعًا٬ وهو الرئيس الأول بينهم٬ كما يشهد عنه الملاك جبرائيل بأنه ميخائيل الرئيس الأعظم (دانيال 1:12)٬ ويصفه القديس يهوذا الرسول في رسالته بأنه ميخائيل رئيس الملائكة (9)٬ ويقول هو عن نفسه في تعريف ذاته "أنا رئيس جند الرب" (يشوع 15,14:5) أي أنه رئيس الملائكة جميعًا٬ وهو الأول والمقدم بين رؤساء الملائكة. ✝كما تصفه كتب الكنيسة في أكثر من موضع بأنه: 1. رئيس السمائيين 2. رئيس أجناد القوات السمائية 3. الأول بين جميع الطغمات السمائية غير الجسدانية 4. ميخائيل رئيس الملائكة العظيم 5. الأول في الطقوس الملائكية 6. القريب إلى الله 7. مَنْ أعطاه الله الرئاسة على جميع الملائكة كذلك يوصف في بعض كتب الصلوات الطقسية ٬ بأنه (صاحب القضيب الذهب الذي في يده) ٬ ومعناه أنه (ملك الأجناد السمائية ورئيسها) المعين قائدًا أعلى لها. ويُعزى إلى رئيس الملائكة ميخائيل أنه هو الذي طرد إبليس وملائكته من السماء٬ عندما تكبر على الله وطغى وتجبّر٬ فنزع الرب قضيب الذهب الذي في يد إبليس أو "ليسيفورس" وأعطاه لميخائيل٬ فشرع ميخائيل في طرد الشيطان وأشهر عليه سيفه الملتهب نارًا٬ ووقعت حرب عظيمة في السماء٬ فإن ميخائيل وملائكته حاربوا التنين٬ وحارب التنين وملائكته ضدهم٬ ولم يقووا٬ ولم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء٬ فطرح التنين العظيم٬ الحية القديمة٬ ذاك الذي يقال له إبليس والشيطان ٬ الذي يُضلّ العالم كله٬ طُرح إلى الأرض ٬ وطُرحت معه ملائكته (الرؤيا 9-7:12). في تلك الحرب انتصر ميخائيل ٬ وانهزم إبليس مدحورًا ٬ فطرده ميخائيل من السماء مقهورًا ٬ وأنزله إلى الجحيم والهاوية والعالم السفلي. قال المسيح له المجد "رأيتُ الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لوقا 18:10) وقال الوحي الإلهي: "والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم٬ حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" (رسالة يهوذا 6) ويقول أيضا: "الله لم يُشفق على ملائكة قد اخطأوا ، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (2بطرس 4:2). لقد اتّخذ ميخائيل من اسمه تبريرًا حسنًا لمحاربة سطانائيل ومنازلته ٬ لأن سطانائيل هذا قد تعالى على الله ٬ وظن في نفسه أنه صار مثل العلي ٬ فانبرى ميخائيل له٬ مدفوعًا بغيرته المقدسة على مجد خالقه ٬ منكرًا على إبليس دعواه تلك. ذلك أن معنى ميخائيل بالعبرانية هو "من هو مثل الله". وبهذه الصفة تحرك ميخائيل في حربه ضد إبليس ٬ ليُخرسه ويُصمته ويقضي على غروره وادّعائه ٬ فكان تصرف ميخائيل مطابقًا لاسمه ٬ أنه لم يحتمل أن يكون هناك كائن في السماء يجرؤ على أن يدّعي لنفسه ما لله سيده وبارئه ٬ فكان الاسم الذي يحمله ميخائيل ٬ حافزًا له على أن يقود ضد إبليس حربًا شعارها "من هو مثل الله" ٬ يقول النبي إشعياء ٬ وفي قوله يشير إلى إبليس ٬ كما يقول آباء الكنيسة وعلماء الكتاب المقدس " كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟. وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ". (إشعياء 14:12-15). ولعل الصورة التقليدية لرئيس الملائكة ميخائيل منتصرًا على الشيطان في هيئة تنّين هي وسيلة إيضاح رمزية لتلك الحرب القديمة التي نشبت في السماء ، وترتب عليها طرد الشيطان من السماء وهبوطه إلى الأرض ٬ ونزوله إلى الهاوية والعالم السفلي. ويظهر في الصورة رئيس الملائكة ميخائيل في هيئة رئيس جند الرب٬ مرتديًا حُلته الحربية ٬ ومُشهِرًا سيفه بيده اليمنى ٬ مُمسكًا بميزان بيده اليسري. أما الميزان فقد مالت إحدي كفتيه ٬ وفي ذلك بيان لنقص الشيطان أمام الحق الإلهي٬ وإيضاح لعدم استقامة سيرته وسلوكه. وبينما يبدو رئيس الملائكة منتصرًا في قوة وجلال وجبروت ٬ يظهر الشيطان الحية القديمة مدحورًا تحت قدميه٬ مكسورًا مهزومًا ومرتعبًا٬ وقد مسخت صورته الأصلية٬ وتحول إلى تنين شرير ومظلم٬ وكريه الشكل وقبيح المنظر. وفي الوقت نفسه تشير الصورة نفسها إلى اندحار الشيطان أمام رئيس الملائكة ميخائيل في نزاع آخر بينهما٬ من جهة جسد النبي موسى٬ الذي أراد الله أن يُخفيه عن بني إسرائيل (التثنية 6,5:34) حتي لا يعبدوه فيقعوا في عبادة الأوثان٬ بينما قصد الشيطان أن يُظهره لبني إسرائيل٬ ليُفسدهم عن الإيمان بالله الواحد الحقيقي وحده. يقول الرسول يهوذا المعروف أيضا باسم تداوس: "وأما ميخائيل رئيس الملائكة٬ فلما خاصم إبليس وجادله من جهة جسد موسى٬ لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (رسالة يهوذا 9). ولرئيس الملائكة ميخائيل جولات أخرى مع الشيطان ومملكته٬ فميخائيل هو الذي ساند الملاك جبرائيل٬ وأعانه على الشيطان رئيس مملكة فارس٬ فعندما وقف الأخير ضد جبرائيل وقاومه مدة واحد وعشرين يومًا ليمنعه من الوصول إلى النبي دانيال٬ وكان جبرائيل قد جاء من السماء ليبشر دانيال بخلاص شعبه٬ وذلك استجابة لصلوات دانيال وصومه الطويل. ويقول الملاك جبرائيل "وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحدًا وعشرين يومًا٬ فأتى لنصرتي ميخائيل٬ فقد كنت متلبثا هناك عند ملوك فارس... فالآن أرجع لأحارب رئيس فارس... وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل" (سفر دانيال 21-12:10). وفضلاً عمّا قام ومازال يقوم به ميخائيل رئيس الملائكة من أعمال الحرب والقتال ضد إبليس منذ القديم وإلى اليوم٬ فإنه قام ومازال يقوم كذلك بعمل الشفاعة في المؤمنين أمام الله٬ فهو يشفع فيهم٬ ويسأل الله من أجلهم٬ ويطلب خلاصهم من الضيق والشر٬ ويرفع إلى العرش صلواتهم. فقد شهد عنه الملاك جبرائيل أنه كان يشفع في بني إسرائيل٬ ويطلب خلاصهم ونجاتهم٬ "وفي ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك... وفي ذلك الزمان ينجي شعبك" (دانيال 1:12) ، (سفر زكريا 17-12:1) وإذ رفض اليهود فيما بعد الإيمان بالمسيح له المجد٬ وقاوموه مُصِرّين على خطيئتهم ٬ غضب المسيح عليهم ولعنهم ٬ ودعا على هيكلهم بالخراب (متي 38:23) , (لوقا 35:13) ٬ وعلى أمتهم بالشتات ٬ فصاروا أعداء الله ٬ وفقدوا امتيازهم كشعب الله المختار ٬ فانتزع الرب منهم كرْمه الإلهي وسلمه إلى كرّامين آخرين (متي 41:21) هم رسله وتلاميذه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|