نحن كثيرا ما نعتمد شعار "لأَنَّه لا يَتبَعُنا" ونبدأ بتصنيف الأشخاص بحسب منطقنا البشري، ويصبح الآخر شرا للإبادة، وليس شخصا للاحترام والمحبة، او شخصا قادرا على عمل الخير. أمَّا يسوع فعلَّم يوحنا تلميذه أن يضبط نفسه ويتخذ موقف التسامح متمشيا مع المبدأ "مَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا" (مرقس 9: 40). ومن هنا نتساءل ما معنى التسامح؟
التسامح لغةً مشتقَّة من سمح بكل ما تعنيه من حرية ومِن مساواة. أمَّا التسامح اصطلاحا فهو بذل ما يجب تفضلا. وهذا المصطلح التسامح لم يَرد في الكتاب المقدس، إنما ظهر في القرن السادس عشر كرد فعل للصراعات خاصة بين الكاثوليك والبروتستانت. والمقصود بالتسامح لا التساهل أو الضعف، إنما قبول الآخر واحترام حريته وثقافته وعقيدته وقيمه وسلوكه على مبدأ التعددية وقناعات الضمير وعدم التهميش. وبهذا المعنى يتعارض مع مفهوم التسلط والقهر والعنف وإقصاء الآخر.