لا يمكن لهذه القساوة أن تزول إلاّ بالتوبة كما جاء في ترنيمة صاحب المزامير "إِذا سَمِعتُم صَوتَه فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم كما في مَريبة وكما في يَوم مَسَّة في البَرِّيَّة" (مزمور95: 8).
ولكن كيف يستطيع قاسي القلب أن يتوب؟ إن المؤمن يعرف أن الله يَقدر أن يُحطّم حتمية الشر، وأن يكشف طريق القلب " لِمَ ضَلَّلتَنا يارَبُّ عن طُرُقِكَ وقَسَّيتَ قُلوبَنا عن خَشيَتِكَ؟ إِرجِعْ إِلَينا مِن أَجْلِ عَبيدِكَ أَسْباطِ ميراثِكَ "(أشعْيا 63: 17).
فالكلمة الأخيرة مرجعها إلى الله وحده. لذلك قد تنبأ النبي حزقيال بأن قلب الإنسان القاسي سيستبدل يوماً ما بقلب من لحم ٍ، وأن روح الله سيجعل مستطاعاً ما هو مستحيل عند الناس "أُعْطيكم قَلبًا جَديدًا وأَجعَلُ في أَحْشائِكم روحًا جَديدًا وأَنزِعُ مِن لَحمِكم قَلبَ الحَجَر، وأُعْطيكم قَلبًا مِن لَحْم، وأَجعَلُ روحي في أَحْشائِكم وأَجعَلُكمِ تَسيرونَ على فَرائِضي وتَحفَظونَ أَحْكامي وتَعمَلون بِها (حزقيال 36: 26-27).