رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس. "يَفدِيَ" في الأصل اليوناني λύτρον ἀντὶ (معناها فدية) فتشير إلى الثمن الذي يدفع لعتق عبد وتحريره من العبودية. وقد دفع يسوع فدية عنا لعدل الله في حقوقه على الإنسان، حيث لم يكن في طاقتنا إن ندفعها. وبيّن يسوع انه ينبغي أن يموت ليفدي جميع الناس من عبودية الخطيئة والموت. بموته قد أعتقنا جميعا من عبودية الخطيئة، وهذا هو سبب موت المسيح. وفي هذا الصدد قال بولس الرسول " قَد عَلِمتُم أَنَّكم لم تُفتَدَوا بِالفاني مِنَ الفِضَّةِ أَو الذَّهَب مِن سيرَتِكمُ الباطِلَةِ الَّتي وَرِثتُموها عن آبائِكم، بل بِدَمٍ كريم، دَمِ الحَمَلِ الَّذي لا عَيبَ فيه ولا دَنَس، دَمِ المسيح" (1 بطرس 1: 18-19). كان العبد يُفدى بالمال، أمَّا يسوع فافتدانا بدمه وآلامه وموته، نيابة عن الإنسان ومكانه كما أكّد ذلك بولس الرسول اشترينا ودُفع الثمن (1قورنتس 6: 20). مات يسوع من اجل وبدل جماعة الناس، كالعبد المتألم من أجل كافة الشعب " يُبَرِّرُ عَبْديَ البارُّ الكَثيرين وهو يَحتَمِلُ آثامَهم. فلِذلك أَجعَلُ لَه نَصيباً بَينَ العُظَماء وغَنيمةً مع الأَعِزَّاء لِأَنَّه أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم"(أشعيا 53: 11-12). وهذا القول هو من أهم الأقوال التي وردت في الأناجيل، وهو بلا جدال مفتاح الإنجيل. ليتنا نتبع المسيح الخادم الذي يخدم فيضحي بحياته من أجل الجماعة. ويُعلق البطريرك لويس روفائيل ستاكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك عن خدمة الكاهن كتلميذ المسيح "الكاهن هو خادم بالدرجة الأولى وليس شيخا ولا أميرا ولا موظفا من درجة رفيعة، فلا داع لينفخ روحه ويكبر حجمه ويغدو شخصا مغرورا يتكلم عن نفسه وإنجازاته، بل هو الخادم المتواضع الذي يعمل بروح المسؤولية والقيادة. والتواضع لا يعني مسح مواهبنا وقدراتنا، بل أن نستثمرها من اجل الكنيسة والجماعة ويكون شعورنا بانها نعم من الله نحمده عليها". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله لا يُطعم ولا يُكسي النَّاس إلاَّ من خلال النَّاس |
يا رب اِحفَظني من النَّاس الأشرار |
(متى 6: 34 ) لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه |
جَماعةَ النَّاس |
إِحْذَرُوا النَّاس |