فلمَّا سَمِعَ بِأَنَّهُ يسوعُ النَّاصِريّ، أَخذَ يَصيح: ((رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!
" أَخذَ يَصيح " فتشير إلى الثقة والانتظار الأكيد. وهو الشخص الوحيد الذي ورد في إنجيل مرقس وهو يتضرع إلى يسوع بصورة صراخ مناديا إياه وهذا دليل على الثقة والانتظار الأكيد. أمَّا عبارة "رُحْماكَ" فتشير إلى شهادة الأعمى لمجد يسوع ليصنع عملا لا يقوم به غير الله وحده. وهذه الصلاة هي صدى لكتاب المزامير حيث يصلّي البائس طالبًا إلى الله أن ينجّيه من حالته،" الرَّبُّ نوري وخَلاصي... إِستَمع يا رَبِّ، إِنِّي أَصْرُخُ صُراخًا فاَرحَمْني واْستَجِبْ لي" (مزمور 27: 1-7). تعبر هذه الصرخة عن أن المسيح هو الذي يحمل إلى العالم رحمة الله، أي رحمة الشفاء من الخطيئة وظلمات الحياة والضياع، ومن ظلمات الحرمان والأنانية والظلم والعداوة، ومن ظلمات الحقد والبغض والأطماع والنزاعات والحروب.