البـعض يقـولون إن كانت السيـدة العذراء هى الشفيـعـة الأولى عند السيد المسيح فلماذا نطلب صلوات القديسة دميانة؟ للرد نقول إن السيد المسيح موجود فى كل مكان ويسمع صلواتنا، لكننا حينما نتشفع بالعذراء فإن السيد المسيح يفرح لذلك، كما حدث فى عرس قانا الجليل. فيقول الكتاب "هذه بداية الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه" (يو2 :11). فقد عمل السيد المسيح أول معجزة من أجل شفاعة السيدة العذراء، مع أنه قال لها "لم تأتِ ساعتى بعد" (يو2: 4) أى أنه أراد أن يقول أنه لولا طِلبة السيدة العذراء، لما عمل هذه المعجزة فى ذلك التوقيت.
هكذا يفرح السيد المسيح حينما نطلب شفاعة السيدة العذراء وصلوات القديسة دميانة ويستجيب من أجل هذا السبب. والسيدة العذراء نفسها إذا طلب أحد صلوات الشهيدة دميانة فإنها تطلب من السيد المسيح أن يستجيب من أجل أنهم طلبوا صلوات وتضرعات القديسة دميانة، لأنها عزيزة لديها. والمَثل العامى يقول [مفيش أغلى من الوِلد إلا وِلد الوِلد]. هكذا فإن من يطلب صلوات القديسة دميانة فإن السيدة العذراء تضم صوتها تلقائياً لهذه الطِلبة.
إن من يعيش مع القديسة دميانة ويحبها لن يقلل هذا من محبته للسيدة العذراء على الإطلاق. بل على العكس؛ إن محبته للسيدة العذراء سوف تتزايد.. تماماً مثل من يعيش مع السيدة العذراء ويحبها لن يقلل هذا مطلقاً من محبته للسيد المسيح.
لو أن أصحاب عرس قانا الجليل دعوا السيد المسيح وتلاميذه ولم تُدع السيدة العذراء، لبقت المياه على حالها، ولاستمر خجلهم وضيقتهم، حتى فى حضور المسيح. أما حينما دعيت والدته فكان يجب أن يبيِّن لهم أهمية وجودها. هذه هى طريقة الله فى التعامل مع قديسيه، فهو يقول "أنا أُحِبُّ الذين يحبوننى" (أم8: 17). أولئك الذين أحبوه من كل قلوبهم وبذلوا حياتهم فى خدمته واحتملوا من أجله الكثير. فإن كان الله قد قال لأسقف أفسس الذى ترك محبته "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك، وأنك لا تقدر أن تحتمل الأشرار، وقد جرَّبت القائلين إنهم رسل وليسوا رسلاً، فوجدتهم كاذبين. وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمى ولم تكِلَّ" (رؤ2: 2، 3). ولذلك وبّخه ليعود إلى محبته الأولى.
الله لا ينسى تعب أحد حتى الذين يتركون محبته فيسعى لإرجاعهم، فكيف يكون الحال مع قديسيه الذين تعبوا من أجله؟