رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راعوث والعزم الأكيد فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها ( را 1: 14 ) إذا نظرنا إلى عزم راعوث الصادق على مُلازمة حماتها في ضوء تاريخها فيما بعد، لوثقنا من أن قلبها وضميرها لا بد أن يكونا قد تأثرا تأثراً عميقاً بشيء من حق الله الذي سمعته ورأته، الأمر الذي أنشأ في داخلها قلقاً جعلها تصمم على ترك أوثانها وتستظل بحمى يهوه. ولقد خشيت راعوث أن نعمي تُثني عزمها بإلحاحها المتكرر فتدفقت من قلبها كلمات التعبد الحارة والعزم الأكيد "فقال راعوث: لا تُلحِّي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ، لأنه حيثما ذهبتِ أذهب وحيثما بتِ أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي. حيثما مُتِّ أموت وهناك أندفن". وقد أيدت هذه التصريحات القوية بقَسَم "هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك" ( را 1: 16 -19). هذه الكلمات الجريئة التي نطقت بها راعوث أعربت عن حقيقتها كتلميذة صادقة للحق، فقد كان في قلبها "الإيمان العامل بالمحبة" ( غل 5: 6 )، وكان ثمر شفتيها "الجيد" دلالة واضحة على أن "الشجرة جيدة" وليست رديئة ( مت 7: 16 -20). ونظير إبراهيم أبي المؤمنين تركت راعوث أرض الأوثان قاصدة أرض موعد يهوه. ثم نقرأ بالمقابلة مع مفارقة عُرفة أن راعوث "لصقت" بنعمي. وهذه الكلمة عينها "لصق" هي التي استعملها الله في بدء التاريخ البشري للتعبير عن العاطفة الوثيقة غير المتغيرة التي يجب أن تكون بين الرجل وزوجته ( تك 2: 24 ) ـ هذه المحبة التي توحّد الاثنين وتصيّرهما بالتصاقهما معاً "جسداً واحداً" ( أف 5: 31 ). فضلاً عن ذلك فالالتصاق هو الطاعة الحُبية والخدمة التعبدية التي يجب أن يتميز بها شعب الله. ونجد موسى ويشوع يحرّضان بني إسرائيل ست مرات على أن يلتصقوا بالرب إلههم ( تث 10: 10 ، 11: 22، 13: 4، 30: 20؛ يش22: 5، 23: 8). من ثم نجد أن العبارة التي يستخدمها الوحي للتعبير عن الخطوة الحاسمة التي اتخذتها راعوث في الطريق إلى بيت لحم عبارة ممتازة. وهذا الالتصاق لم ينشأ عن مجرد العاطفة، بل عن عقيدة متأصلة في نفسها، فكانت عينها متجهة إلى إله إسرائيل أكثر من اتجاهها إلى أم زوجها الميت. . |
09 - 01 - 2022, 05:09 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: راعوث والعزم الأكيد
جميل جدا
الرب يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|