إن الشيطان وهو يحاول تجربة الإنسان الكامل يسوع المسيح قال له: «أعطيك هذه (يقصد ممالك العالم ومجدهن) ..إن خرَرت وسجدت لي» ( مت 4: 9). إنه يقدِّم محاولة قديمة تطلَّع هو إليها من قبل أن يوجد آدم. لم تكن شهوة الشيطان أن يصير عدوًا لله بل أن يصير «مثل الله». «أصير مثل العلي» ( إش 14: 12-15). هذا هو «الإثم» الذي وُجِدَ في إبليس ( حز 28: 15). أراد أن يُشارك الله في أن يًسجَد له! فلما لم يصل إلى مُشتهاه أصبح مرَامه الآن أن يحوِّل قلب الإنسان إلى عبادة شخص أو شيء غير الله. بالخداع والإغراء وبالسيطرة النفسية جعل أمام الإنسان صورة خيالية عن الله: جسِّمها في تمثال لشيء على الأرض أو الشمس أو القمر ( تث 4: 16-19). وقد يكون المعبود هو الذات أو المال أو الملائكة.
هنا ننبه القارئ أن ما يملك قلبه وفكره، ما يسعى إليه من الصباح وآخر ما يعاوده عند المساء هو معبوده. ونحن ينبغي أن لا نفرِّط في إلهنا. الله هو أبونا، وله كل المكان في عرش قلوبنا.