والصوم الكبير هو اهم أصوام الكنيسة قاطبة
ويسمى بالصوم الكبير لسببين :
الأول : لأن الرب يسوع نفسه صامه بنفسه كخطوة من خطوات تدبير الخلاص
راسماً لنا ضرورة الصوم وأهميته للحياة الروحية
الثانى: لأنه أطول صوم فى الكنيسة
فالصوم الكبير يتكون من ثلاثة أصوام:
أسبوع استعداد للصوم + أربعين يوماً صامها السيد المسيح + أسبوع الآلام المجيد
فيكون عدد أيامه 55 يوماً ..
وللصوم الكبير الاعتبار الأول فى الكنيسة ..
ويهتم به الشعب اهتماماً كبيراً ..
وفيه تمتلئ الكنيسة بالمتعبدين والتائبين والمعترفين والمتناولين ..
فهو ربيع الحياة الروحية ..
وهو موسم التوبة فى المسيحية ..
وقد جاء فى قوانين الرسل :
"أى أحد من الاكليروس لا يصوم صوم الأربعين المقدسة التى للفصح ، ..
وصوم يومى الأربعاء والجمعة ، فليقطع ..
ماعدا إذا امتنع لضرورة مرض جسدى ..
وإن كان علمانياً فليفرز "
وجاء فى الدسقولية (تعاليم الرسل الاثنى عشر) :
"ليكن عندكم جليلاً صوم الأربعين المقدسة ..
تذكاراً لما فعله الرب يسوع نفسه"..
وقد جعل الرب يسوع الصوم ركناً أساسياً من أركان العبادة المسيحية ..
فقال: "متى صنعت صدقة .. متى صليت .. متى صمت .." (متى 6) ..
وقد كرس به حضوره الدائم فى وسطنا فى عبادتنا ..
فلما صام، جعل صومه فى بدء خدمته وخروجه الفصحى ..
وضمه إلى تدبير خلاصه وسر ذبيحته ..
وبعد أن تمم مخلصنا صومه "رجع بقوة الروح" (لو 4: 14) يكرز ببشارة الملكوت ..
فكان صومه طريقاً للتقوى أعده وكرسه لنا فى نفسه ..
بدءًا من معموديته إلى كرازته ..
وتتميز ليتورجيا الصوم الأربعينى المقدس بقداساتها اليومية ..
والتى تنتهى فى آخر النهار ..
وبألحانها المتميزة ، ومراداتها ..
وميطانياتها ..
وقراءاتها ..
وتسبحتها ..
وفى الإجمال ..
فإن الصوم الأربعينى المقدس هو رحلة إلى السماء ..
نبدأها بصوم التذلل والانسحاق ..
وطوال أربعين يوماً نجرب من إبليس فى البرية مع الرب يسوع ..
ثم نصل إلى ذروة الألم معه فى أسبوع الآلام حيث الإهانة والخيانة والجلد والصلب ..
ونخرج معه خارج أورشليم حاملين معه العار ..
ونموت معه على الصليب ..
وندفن فى القبر فى يوم سبت النور ..
فإذ نسير برفقته فى هذه الرحلة بكل أمانة ..
ونحتمل الآلام معه ..
نصل فى النهاية إلى المجد والأكاليل فى عيد القيامة المجيدة ..
وننال النصرة والفرحة فى أفراح الخمسين يوماً المقدسة ..
وهكذا ..
من يصبر إلى المنتهى يخلص ..