لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام
العذراء في قطعة السلام لكِ
2 - قطعة "السلام لك"
هذه القطعة نصليها ضمن الصلوات الختامية لكل ساعة من سواعي الأجبية، كذلك نصليها في رفع بخور باكر وعشية قبل الذكصولوجيات، وهى قطعة قوية مشحونة بتمجيدات العذراء المستحقة كل تطويب، ومشحونة أيضًا بألقاب العذراء المختلفة، ويطلب فيها المصلى شفاعة العذراء المقبولة لدى ابنها الحبيب من أجل أن يصنع الرب معنا رحمة ويغفر لنا خطايانا.
+ السلام لك نسألك أيتها القديسة الممتلئة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله أم المسيح، اصعدي صلواتنا إلى ابنك الحبيب ليغفر لنا خطايانا:
نقول لها: السلام لكِ أيتها القديسة الممتلئة مجدًا كما خاطبها جبرائيل الملاك المبشر بالتحية الملائكية قائلًا "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" (لو 1: 28).
كانت العذراء مريم مملوءة تواضعًا حتى قالت "هوذا أنا أمة الرب (عبدته) ليكن لي كقولك"، تدعو نفسها عبدة بينما الملاك يقول لها أنها أم الله المتجسد منها.
ولما كانت مريم مملوءة تواضعًا ملأها الله بالنعمة حسب وعده الإلهي "يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (يع 4: 6)، ولما امتلأت بالنعمة وصارت والدة الإله استحقت منا كل تكريم وتطويب وتمجيد.
وحينما نعمل للعذراء مريم التماجيد وندعوها "الممتلئة مجدًا" فنحن لا نخطئ فآباؤنا القديسون المائتان المجتمعون بأفسس برياسة البابا السكندري العالم العظيم كيرلس الأول عمود الدين حينما صاغوا مقدمة قانون الإيمان قالوا بالنص "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله". هي العذراء كل حين أي دائمة البتولية، وهى والدة الإله لأن الإله تنازل وتجسد منها لكي يكمل الخلاص والفداء على الصليب وهى أم المسيح بصفته الإله المتجسد الممسوح من الروح القدس فاديًا ومخلصًا للبشرية.
ثم نسألها أن تصعد صلواتنا إلى ابنها الحبيب وتؤازرها (تؤازر صلواتنا) بشفاعتها المقبولة حتى يقبلها الرب ويتنسم منها رائحة الرضا وينعم علينا بغفران خطايانا وسيئاتنا التي نصنعها بمعرفة وبغير معرفة والتي نقدم عنها توبة واعتراف أمام الأب الكاهن في سر الاعتراف.
+ السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا العذراء القديسة اسألي الرب عنا ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا.
العذراء مريم هي التي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا الذي قال "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشى في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12) وهو "الساكن في نور لا يدنى منه" (متى 6: 16)، وكان يرمز للعذراء في خيمة الاجتماع بالمنارة الذهبية الحاملة النور.
وهى العذراء القديسة وأم جميع القديسين، وفي التسبحة الكيهكية نخاطبها قائلين "إن كل الفضائل تفرقت في القديسين تجمعت فيك يا مريم والدة الإله".
نسألها أن تتشفع لنا لدى الرب يسوع المسيح لكي يصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.
+ "أيتها العذراء مريم والدة الإله القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشر. اشفعي فينا أمام المسيح الذي ولدتيه لكي ينعم علينا بغفران خطايانا".
العذراء مريم هي الشفيعة الأمينة لجنس البشر لأنها من جنسنا وتعرف ضعفنا ومدى احتياجنا إلى الله بكل أمانة واهتمام، لذلك نسألها أن تتشفع لنا لدى ابنها الحبيب المسيح يسوع ربنا لكي ينعم علينا بغفران خطايانا.
+ "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقية. السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".
العذراء مريم هي الملكة الحقيقية التي جلست عن يمين الملك في ثوب موشى بالذهب مزينة بأنواع كثيرة (مز 45)، وهى فخر البشرية لأنها الوحيدة في جنس البشر التي تشرفت بأن يختارها الله لكي يحل في أحشائها ويتخذ منها جسده الذي أكمل به الفداء على الصليب، والمسيح يسوع المولود من العذراء مريم هو الذي محا كل عار الخطية الذي جلبته حواء على جنسنا عندما خالفت الوصية وأكلت من ثمر الشجرة المنهي عنها وأطغت زوجها آدم فأكل.
العذراء مريم هي الشفيعة الأمينة المؤتمنة التي نأتمنها على صلواتنا وأسرارنا لتقدمها مشفوعة بصلواتها أمام العرش الإلهي فيكون نصيبها الرضا والقبول. نسألها أن تساعد صلواتنا الضعيفة بصلواتها القوية حتى تصعد أمام الرب بخورًا طيبًا لكي يتحنن علينا الرب ويغفر لنا خطايانا.