الأب أمبيكوس *
حياة أبا أمبيكوس مع أبا بترا تمثل الصداقة الحقة والشركة التي لا تنفصل، فإننا كثيرًا ما نجد في وسط نظام الجماعات بعضًا أحب الشركة على مستوى ثنائي أو في حدود عدد صغير مثل القديسين أنبا أبرام وأنبا جورجي، والأخوين القديسين مكسيموس ودوماديوس، وأنبا أيوب وأخوته إلخ...
عاش هذان القديسان كصديقين حميمين، وكان الرهبان يحثونهما على الذهاب إلى مائدة الآباء، وبالكاد وافق أبا بترا أن يذهب إلى هذه المائدة بمفرده. وبعد أن أكل قال له أمبيكوس: "كيف تجاسرت وذهبت إلى مائدة الشيوخ؟" أجاب أمبيكوس: "لو إنني جلست بينكم لكان الإخوة يكرمونني كشيخ مسن ويطلبون مني أن أكون الأول في إعطاء البركة، فأظن في نفسي أنني أفضل منكم جميعًا، لكنني إذ ذهبت مع الآباء فإنني أقل الجميع، إنني أنسحق وأحسب نفسي كلا شيء".