غيرة: إيليا النبي
إنه ذلك النبي القوى الذي قال للرب غرت غيرة للرب إله الجنود، لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف.." (1مل 19: 14). وغيرة إيليا جعلته يواجه الملك ويوبخه، كما سببت له غيرته اتهامات ومتاعب.
كانت عبادة الأصنام منتشرة في عهده. بسبب الملك آخاب وزوجته الملكة إيزابل، التي كان يأكل على مائدتها أربعمائة وخمسون من أنبياء البعل وأربعمائة من أنبياء السواري (1مل 18: 19).
وغيرة إيليا دفعته أن يصلى لتحدث ضيقة، يمكن بها أن تستيقظ الضمائر..
فصلى صلاة أن لا تمطر السماء ن فلم تمطر ثلاث سنين وستة أشهر (يع 5: 17)
قال في غيرته وقوة إيمانه ".. لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين، إلا عند قولي" (1مل 17: 1). وقد كان وحدثت المجاعة، واستمرت سنوات. حتى أنه لما تقابل مع الملك آخاب، قال له الملك "هل أنت مكدر إسرائيل؟" (1مل 18: 17). فأجابه إيليا بكل جرأة غيرته " بل أنت وبيت أبيك، بترككم وصايا الرب، وبسيرك وراء البعليم".. وانتهى الأمر برجوع المطر، وبقتل كل أنبياء البعل والسواري..
إنها غيرة قوية وجريئة وحازمة، طهرت الأرض من الوثنية..
ولكنها عرضت إيليا للمتاعب: عرضته لمواجهة الملك الذي كان يريد قتله، والذي بسببه اختبأ أنبياء الرب في المغاير. وكان عوبديا، الرجل الطيب، يخافه أيضًا (1مل 18). وتعرض إيليا لغضب إيزابل التي كانت أقوى وأقسى من آخاب، والتي لما سمعت بما فعله إيليا، أرسلت إليه تنذره بأنها ستقتله (1مل 19: 1). واضطر إيليا إلى الهرب من من وجهها. ولم يسمح لها الرب أن تنفذ وعيدها.
غيرة: إشعياء النبي
غيرته يمثلها قول المزمور "مستعد قلبي يا الله، مستعد قلبي" (مز 56).
هذا الذي لما سمع صوت السيد الرب قائلًا "مَنْ أرسل؟ ومَنْ يذهب لأجلنا؟" أجاب على الفور "هأنذا أرسلني" (أش 6: 8).
البعض قد يفهم التواضع بمعنى الاعتفاء من الخدمة والهروب منها. ولكن الغيرة بكل محبة تقدم نفسها للخدمة.
تتقدم الغيرة إلى خدمة. ولا يكون ذلك عدم اتضاع.
لأنها تعرف أنها ستخدم بعمل الله فيها، منكرة ذاتها تمامًا. مثلما تقدم داود لمقاتلة جليات وهو يقول "اليوم الرب يحبسك في يدي. الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا" (1صم 17).