رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى وحساب الإيمان بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون ... حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المُجازاة ( عب 11: 24 - 26) إن كلمة «حاسبًا» هنا تفيد الحُكم، ووضع أمرين في الميزان أحدهما أمام الآخر، وتقدير مميزات وعيوب الوضع. وهذا واحد من المميزات الهامة للإيمان الحقيقي: أنه يحكم على الأمور حكمًا صحيحًا. إن غير المؤمن يحكم على كل شيء بمقاييس عالمية، ويرى الحياة من منظور الزمن والمنطق، ويزن الأمور بأسباب جسدية وفهم بشري. أما الإيمان فيرى كل شيء من منظور الله، ويقدّر قيمة المقاييس الروحية، وينظر إلى الحياة في ضوء الأبدية. والمنطق الجسدي يقدّر زينة العالم الرخيصة وأموره الباطلة، ويتشبث بغناه ومجده، أما الإيمان الحقيقي فيقول لله «رحمتك أفضل من الحياة» ( مز 63: 3 ). إن موسى لم يحسب «غنى المسيح»، بل حسب «عَار المسيح» غنى أعظم من خزائن مصر، وهو حساب يتطلب إيمانًا حقيقيًا. ولا بد أن يكون الإيمان حيًا وصحيحًا حتى يرى المسيح أغلى لدينا بما لا يُقاس من أي شيء في العالم. وقد حسب بولس تألمنا لأجل المسيح هِبَة، تمامًا مثل إيماننا به ( في 1: 29 ). ويا لشجاعة الإيمان! «بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك، لأنه تشدد، كأنه يرى مَنْ لا يُرى» ( عب 11: 27 ). إن الإيمان الروحي الحقيقي يطرد الخوف، فالذي يتقي الله لا يخشى إنسانًا. وعندما يكون الإيمان نشطًا وعاملاً، يمكن للقديس أن يقول: «إن نزل عليَّ جيشٌ لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حربٌ ففي ذلك أنا مطمئن» ( مز 27: 3 ). ولنلاحظ مقدار شجاعة موسى، فهو لم يخشَ إنسانًا، ولا حتى أقوى إنسان في الأرض وقتها، ولا خشى «غضب الملك» الذي هو «كزمجرة الأسد» ( أم 19: 12 ). وما الذي جعل موسى شجاعًا هكذا؟ لقد «تشدد، كأنه يرى مَنْ لا يُرى» لأن الإيمان لا ينشغل بالظروف، بل بذاك «الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته» ( أف 1: 11 ). والإيمان يستحضر الله في المشهد، وقد كان موسى دائمًا شاعرًا بالحضور الإلهي، فلما ظهر أمام فرعون كان واثقًا أنه في محضر ذاك الذي هو أعظم بما لا يُقاس من أي ملك أرضي. ولأن موسى رأى بعين الإيمان ذاك الذي به «تملك الملوك» ( إش 40: 15 )، فلذلك لم يخشَ إنسانًا. . |
09 - 12 - 2021, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موسى وحساب الإيمان
فى منتهى الروعه رببنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بينما موسى تاه مع الشعب عديم الإيمان |
موسى واختيار الإيمان |
منْ لا يحتمل وخزات التوبة |
كلمة وحساب |
لنتحمل وخزات الاخرين |