العذارى الحكيمات ما الفرق بينهن وبين الجاهلات؟ الزيت! العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات كان معهن مصابيح والمصابيح كان فيها زيت لكن الفرق أن الحكيمات كان معهن زيت في الآنية. الآنية غير المصباح حتى عندما ينتهي الزيت من المصباح يأخذن من الآنية ليملأن المصباح الجاهلات لم يكن معهن. لذلك ذهبت الجاهلات للحكيمات قلن لهن "لعله لا يكفى لنا ولكن اذهبن إلى الباعة وابتعن" لكن الحكيمات لم يقدرن أن يعطين زيتًا للجاهلات، إشارة إلى أنه لا يقدر أحد أن يعطى من أعماله الطيبة لغيره. كل واحد يستفيد من أعماله الطيبة ومن عمل الروح القدس معه. ولذلك كل طيب تعمله يختزن كزيت في الآنية لكي في الأبدية السعيدة نضئ المصابيح ونكون مع المستعدات لاستقبال المسيح. إذًا الزيت أمر مهم جدًا ونحن نستخدم في الكنيسة زيوتًا كثيرة جدًا زيت الميرون عندما ندهن به يحل فينا الروح القدس.
هناك زيت اسمه زيت الغاليلاون باليوناني أي الفرح زيت الفرح يدهن به المعمد عندما يجحد الشيطان ويخرج من مملكة الشيطان فيدهن بزيت الفرح إنه خرج من مملكة الشيطان ويدخل إلى مملكة المسيح بالمعمودية. وهناك زيت مسحة المرضى وهذا زيت خاص بنفسه من أجل المرضى. أي فرد يدهن بهذا الزيت يشفى. وهناك زيت أبو غلمسيس، وهذا الزيت يستخدم ونحن نقرأ سفر الرؤيا في ليلة أبو غلمسيس وكلمة غلمسيس كلمة يونانية معناها إعلان أول كلمة في سفر الرؤيا. كل هذه الزيوت تكون من زيت الزيتون الذي يشير إلى عمل الروح القدس في الإنسان. نترشم 36 رشمه ونسمى الرشم بزيت الميرون سر المسحة المقدسة. وهذا ما قال عنها الكتاب المقدس على لسان يوحنا الحبيب قال لكم مسحة من القدوس هي تعلمكم كل شيء. والمسحة كانت في العهد القديم للأنبياء والملوك والكهنة. ولذلك في سفر الرؤيا وفي بعض آيات يقول جعلنا لله وأبيه ملوك وكهنة. بمعنى أننا أصبحنا ندهن بزيت المسحة المقدسة مثل الأنبياء والكهنة والملوك. فالمسحة المقدسة التي نأخذها في سر الميرون تجعل الروح القدس يسكن فينا ونكون ملكًا أو هيكلًا للروح القدس. معلمنا بولس الرسول يقول "أنتم هياكل الله وروح الله ساكن فيكم، من يفسد هيكل الله يفسده الله" ما الذي يجعلنا هيكلًا لربنا؟ هي هذه المسحة. المسحة بزيت الميرون.
الذي لا يُمْسَح بزيت الميرون لا يكون هيكل لربنا. بالمعمودية يُطَرد الشيطان من الإنسان، لا يكون الإنسان ملك للشيطان. الإنسان يولد مِلْك للشيطان، وبالمعمودية يخرج من مملكة الشيطان بالميرون بِغَلق كل المنافذ التي ممكن أن يدخل الشيطان منها مرة ثانية، ولذلك الإنسان المدهون بزيت الميرون الشيطان لا يقدر أن يدخل فيه أبدًا. يقول أحدهم: نحن نسمع عن أناس مسيحيين ومدهونين بزيت الميرون ويدخلهم الشيطان. فالخطأ فيهم أنهم هم الذي يسمحون للشيطان أن يدخل ثانية. الخطية تجعل الشيطان يدخل ثانية خصوصًا خطية الزنا وخطية القتل، هذه الأشياء البشعة تجعل الشيطان يدخل الإنسان ويتملك عليه. ممكن الشيطان يحارب الإنسان من الخارج يأتي له بفكره بقلق، بخوف. لكن دخول الشيطان في الإنسان معناها أنه وضع رجله ثانية وهذا أمر متوقع. الكتاب يقول "الشيطان يخرج من الإنسان يبحث عن موضع راحة فلا يجد. يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه فإذا رجع ووجده مكنوسًا مزينًا يدخل ومعه سبع أرواح أشر منه فتكون أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله". وكلمة سبعة أرواح معناها أن يكون كملت ملكيته على ذلك الإنسان. يملك على فكره يملك على إرادته يملك على جسده وهكذا. نسمع عن معجزات أخرج فيها السيد المسيح شيطان من على الشخص الشيطان جعل فيها الإنسان مجنون، أعمى، وأخرس، وأصم الشيطان يعمل هكذا في الإنسان يجعله لا يفهم ولا يسمع ولا يتكلم ولا يرى. يفصله عن حياته وعن شخصيته وعن مكانته التي مفروض يكون فيه. أول ما المسيح أخرج الشيطان أصبح الشخص عاقل ويسمع ويرى ويكلم. الأعمى المجنون الأخرس الأصم. فالسيد المسيح أتى أساسًا لكي يخرج الإنسان من ملكية الشيطان لكن الشيطان يحاول يدخل ثانية نحن نقفل المنافذ كلها عن طريق المسحة أو الرشم بالميرون.