منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2021, 10:08 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,978

القديس مار آسيا

أبصر نور الوجود في مدينة فاريا في أواخر القرن الرابع الميلادي من أبوين فاضلين مشهورين بالتقوى والصلاح وهما فنتيروس أحد أخوان الملك ثاودوسيوس الكبير ، وجرجونيا ، وإذ لك يكن لهم ولد ، اتفقا على مواصلة الابتهال إلى الله تعالى ليرزقهما طفلاً يرث ثروتهما الطائلة وكان لهما ما أرادا ، وكان في طور سيان راهب اسمه مرقس تراءى ملاك الرب قائلاً : قم واذهب إلى فاريا وعمد الطفل وسمِّه آسيا ( وهي لفظة سريانية ܐܣܝܐ تعني الطبيب ) لأن الله اصطفاه ليصنع على يديه معجزات باهرة وأشفية متنوعة وارجع إلى صومعتك ، فشخص الراهب مرقس مع الطفل وأبويه إلى الهيكل مار يوحنا المعمدان وعمَّد الطفل وسمَّاه كقول الملاك : ( آسيا ) وعاد إلى قلايته ورجع الأبوان إلى وطنهما على سنن الفضيلة وقرأ العلوم وأنهى دروسه .

زهد ورهبنته :


أراد والداه أن يزوجاه ابنة حسيبة غنية تدعى أرونيا وهي ابنة والي البلد ، بيد أن آسيا رغب في عبادة الرب عن طريق الزهد والعفاف وغادر دار أبويه وركب سفينة مخرت به إلى ميناء فلسطين حيث تابع المسير إلى بيت المقدس في أورشليم .

من جولاته التبشيرية :


وافى القديس أسيا أفاميا في منطقة حمص وحماه واعظاً مبشراً فيها فتتلمذ نحو ألف وخمسمائة نسمة ردَّهم من الوثنية إلى المسيحية وعمَّهم وأوصى بهم أسقف المدينة وارتحل إلى كورة أنطاكية فوصل إلى بلدة كنداريس فأبرأ فيها مرضى كثيرين ، ثم انتقل من هناك فالتقى من هناك ببيلدار ملك الفرس وكانت قد أصابته ريح السموم فصلَّى عليه وشفاه . ثم جاءه يهورمنزد ابن الملك الفارسي وهو مريض فصلَّى عليه وأبرئه كما شفى الكثيرين الذين ألتجأوا إليه في هذه المنطقة باسم الرب يسوع . وانتقل إلى بلدة سندق وأنقذ زوعها من الآفات بحسب طلب سكانها بعد أن أقام عندهم فترة من الوقت واعظاً ومرشداً ومبشراً برسالة الخلاص وعرَّفهم بالفادي جابل الإنسان الأول والذي هو عينه ذرية آدم الخاطئ وأخيراً أوصى أهالي سندق بالثبات بالإيمان المقدس .. إذ وبَّخ حاكمها الجائر الظالم على مظالمه وصلَّى عليه وعلى تلك البلدة فزال عنها البؤس والضيم . ثم قصد قلوديا ( حصن منصور ) وهي في نواحي ملطية ، فتعهد رهبانها ومناسكها الذين بادروا إلى لقائه والتبرك منه . وبعد أن وجهَّهم التوجيه الصحيح في عظة روحية بليغة حثهم فيها على مزاولة أعمال التقشف والزهد عن الدنيا وأباطيلها وودَّعهم عائداً إلى أنطاكية . وزار القديس مار آسيا أنطاكية ومكث فيها متفقداً أديارها واجتمع إليه الرهبان وتلاميذ كثيرون وسارو سيرته الصالحة مقتفين أثره إلى طرق الكمال ، كما شفى في أنطاكية فتاة بعد أن أخرج من فمها حيَّة فاستأصل منها مكايد الشيطان وفي قرية من أطراف أنطاكية اهلك وحشاً ضارياً وأنقذ أهل الضيعة من دهائه ، وأبرأ امرأة من داء الاستسقاء . كل ذلك بفعل المواهب الإلهية التي خصَّه الرب بها .

مار آسيا والملك ثاودوسيوس :


ذاع خبر القديس في بلاد المشرق وبلغ مسمعي ثاودوسيوس الملك ، فأوفد في طلبه ليشفي ابنته العليلة . وفي الطريق مرَّ في مدينة نيقوميدية فشفى فيها عدداً من المرضى بعلل مختلفة ، ثم استأنف السير إلى العاصمة وعندما دخل البلاط الملكي رحَّب به الملك وابتهج برؤية الهيئة القدسية الواضحة على محيَّاه فاحتفى به مدة عشرون يوماً فشفى القديس ابنته ، وأوصاه بالتمسك بالإيمان ومساعدة المحتاجين وعمل الخير . وعاد إلى أنطاكية بعد أن علَّم الملك واللائذين به طقس الصلاة والصيام .

انتقاله من عالم الشقاء إلى حياة البقاء ووصيته لتلاميذه :

بعد وصوله إلى أنطاكية بشهر واحد ، أحس بدنو أجله ورحيله من العالم الفاني . وفي فراش المرض وهو يحتضر استدعى تلاميذه وأوصاهم قائلاً:
" يا أولادي ، هوذا أنا ماضٍ في طريق الأرض كلها فاحفظوا أنفسكم من الخطايا والمعاصي وحافظوا على عهودكم لله ولا تميلوا عن طريق التي علمَّتكم إياها كي تُؤهلوا للملكوت المُعد للأبرار والقديسين . فكل شي في هذا العالم ظلٌ" . ثم صلى عن نفسه وعن العالم و استودع روحه بيد خالقها في اليوم الخامس عشر من تشرين الأول سنة 377 م ، ودفنه الرهبان وتلاميذه في ديره .

أهم الكنائس التي أقيمت باسمه :

القديس مار آسيا الحكيم هو طبيب الأنفس والأجساد يقصده المؤمنون الكثيرون لطلب شفاعته لينالوا الشفاء من أمراضهم وإسقامهم المتنوعة ، وهو شفيع المرضى . وقد أقيمت كنائس ومزارات ومعابد كثيرة على اسمه أشهرها : " كنيسة مار آسيا في بلدة المنصورية شمال ماردين ، وكنيسة مار آسيا في الدرباسية التي مازال الكثيرون من أهالي المنطقة يقصدونها وبخاصة يوم عيده لوفاء النذور ، ومزار مار آسيا الحكيم الملاصق لكاتدرائية مار أفرام للسريان أرثوذكس في حلب .

المعاني الإنسانية في حياة مار آسيا :

إذا تأملنا في الجوانب الإنسانية لحياة هذا القديس العظيم الذي خدم ربه ومجتمعه نلمس إخلاصه في الخدمة واستمراريته في الرسالة الإنجيلية مُبشراً وواعظاً وهادياً ومُحباً للجميع . فقد هزم إبليس في زهده وتقشفه . وغلبه في نسكه وصلواته سائراً في عفّة وفضيلة الذين عايشوه أن يتتلمذوا له في القفار وفي الأديار على السواء . وقد بلغ القديس مار آسيا قمة الكمال الإنجيلي في لقائه مع القديس ديمط وفي عجائبه الكثيرة التي كرَّمه الله باجتراحها . وإن دلَّ هذا على شيء فإنما يدل على المعنى الإنساني العميق في إنقاذ النفس البشرية من أمرضها وخطاياها وردّها صافية نقية في طريق الخلاص إلى خالقها .

إن المعنى الإنساني في حياة هذا القديس يكمن في حلَّة التواضع التي لبسها طوال حياته ، ونتيجة لذلك غدا هذا القديس أنموذجاً صالحاً وقدوة حميدة لتلاميذه الرهبان والنسَّاك والمتوحدين بل المؤمنين كافة .
وعلى كرّ الأجيال تمسك المسيحيون عموماً والسريان خصوصاً بالالتجاء إلى هذا القديس ، شافي أمراض النفس والجسد على السواء ، والاحتفال بعيده الواقع في 15 تشرين الأول من كل سنة ، بكل إجلال وإكرام . وذاع صيته في مناطق ماردين وما بين النهرين ، فأقاموا له المذابح في كنائسهم واستغاثوا به ، وكم وكم من الأعاجيب والأشفية التي منحها الله للمؤمنين الصادقين بواسطة هذا القديس العظيم .

صلاته معنا. آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس مار أسيا الحكيم شفيع المرضى
القديس أسيا العجائبي
القديس أسيا العجائبي
صورة القديس أسيا العجائبي
القديس مار أسيا الحكيم شفيع المرضى


الساعة الآن 02:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024