ربما يعود أصل المقارنة بين حواء والقديسة مريم إلى بابياس أسقف هليوبوليس بآسيا الصغرى في أواخر القرن الأول الميلادي . ويعتبر القديس يوستين في القرن الثاني الميلادي هو الذي جذب الأنظار إلى هذه المقارنة في محادثاته مع تريفو Trypho، إذ يقول:
["صار "ابن الله" إنسانًا بواسطة العذراء، حتى يمكنه أن يمحو المعصية التي كانت بإيحاء الحيَّة، وذلك بنفس الطريقة التي نبعت منها هذه المخالفة..
فحواء التي كانت عذراء وغير دنسة، إذ حملت كلمة الحية داخلها أنجبت عصيانًا وموتًا، أما مريم العذراء إذ امتلأت بالإيمان والفرح بما أعلنه الملاك جبرائيل لها في البشارة، "بأن الروح القدس يحلّ عليها، وقوة العليّ تظللها، والقدوس المولود منها يُدعَى ابن الله، وأجابت: ليكن لي كقولك" (لو 1: 35)..] واضح في هذه المقارنة أن القديس يوستين ركَّز لا على القديسة مريم، بل على المسيح المولود منها.