ما أكثر الذين كتبوا عن الكتاب المقدس كإنجيل معاش ودخول عملي إلى مقدسات الله، في تلاق مباشر مع الله خلال كلمته. أما القديس يوحنا، فسر قوته لا يكمن في مجرد بلاغته أو فصاحته في الكشف عن مفهوم الكتاب المقدس أو تفسير نصوصه، لكنه قدم لنا حياته مثلًا حيًا لفهم الكتاب. كانت حياته إنجيلًا مفتوحًا! فمنذ صباه أعطى ظهره لفصاحته وشهرته، واضعًا في قلبه مع صديقه باسيليوس أن يكرس حياته بكاملها "الحياة المقدسة الإنجيلية". بعيدًا عن الأعين. وجاءت حياته الديرية تضمه إلى جماعة هي أقرب إلى "مدرسة تفسيرية" منها إلى "جماعة ديرية"، مع هذا لم يفكر قط أن يجعل من كتابه المقدس مادة للمعرفة البحتة أو التعليم أو الكتابة أو الجدال... بل احتضن "فكر الجماعة التفسيري" لكي يدخل به إلى "حياة الوحدة" يمارس "الفضيلة الإنجيلية".