معنى المصالحة: "ويصالح...". إن المصالحة التي أجراها المسيح بين الأرض والسماء تتضمن التفكير والتبرير. لأن عدالة السماء تطالب بمعاقبة الأرض على سيئاتها التي اقترفتها في الماضي –وهذا تمّ بالتكفير. وهي أيضاً تنتظر من الأرض أن تكون في حالة بارة تؤهلها للشركة مع السماء- وهذا تمّ بالتبرير. على أنه لا يُفهم من هذا أن الله جلَّ جلاله, كان حاقداً على البشر, معادياً لهم, متحفزاً للانتقام منهم, لكن المراد بهذا أن الله غير راضٍ عن البشر, ما داموا عائشين في خطاياهم , وأنه حاجب وجهه عنهم ما داموا راضين بآثامهم. فإن كثروا الصلاة لا يسمع, وإن عرضوا عليه طلباتهم, أعرض هو عنها وعنهم. لكن قلبه من جهتهم لم يتغير لأنه هو الذي دبر الفداء: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد".