منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 09 - 2021, 02:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632


بَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه

وبَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث.

تشير عبارة "مِن ذلِكَ الحينِ" في الأصل اليونانيἈπὸ τότε (معناها من حينه) الى تحديد نقطة فصل وتحوّل حيث حدَّد يسوع للمرة الأولى إعلان ملكوت السماوات "وبَدَأَ يسوعُ مِن ذلك الحِين يُنادي فيَقول: ((تُوبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّمَوات" (متى 4: 17)، وهنا يُحدِّد من جديد لموته وقيامته تأكيدا لذلك. قام يسوع بالإعلان رسميا عمَّا سيعانيه ابن الانسان في اورشليم من المٍ وعذابٍ وظلمٍ واضطهاد، وذلك بعد اعتراف بطرس بألوهية المسيح، ووثبات ايمان التلاميذ. حينئذٍ اتخذت خدمة يسوع مظهرا مختلفا أنه سعى لإعداد تلاميذه للآلام التي تنتظره داعيا إياهم إلى تغيير تفكيرهم وأنظارهم على سر الله. أمَّا عبارة "يُظهِرُ لِتَلاميذِه" فتشير الى التنبّؤ عن آلامه، وسرّ دعوته ورسالته لتلاميذه. أمَّا عبارة "يَجِبُ علَيهِ" فتشير الى التقييد وانعدام الحرية لكنها هنا تشير الى الإرادة الإلهية لإتمام رسالة يسوع فاديا للبشرية. انه تدل على تطابق ما يحدث مع مخطط المسيح. فان تحوُّل الألم والموت الى مجد القيامة بعد ثلاث أيام هي جواب على مخطط الله الخلاصي. لذلك يواصل يسوع سيره بطاعة حرة نحو اورشليم لتحقيق مخطط محبة الآب، وذلك ببذل نفسه لخلاص الانسان بموته وشهادة دمه على الصليب" كما جاء في خطبة إسطفانس لليهود " أَيّاً مِنَ الأَنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤكم، فقَد قتَلوا الَّذينَ أَنبَأُوا بِمَجِيءِ البارِّ ولَه أَصبَحتُم أنتُمُ الآنَ خَوَنَةً وقَتَلَة"(أعمال الرسل 7: 52). يسوع يسير الى مصيره تنفيذا لمشيئة الله وتحقيقا للخلاص الذي لا يقوى عليه أحد سواه. لكن التلاميذ لم يدركوا هدف يسوع بسبب ظنِّهم ان المسيح المنتظر هو مسيح سياسي ارضي. ومن هذا المنطلق، أن آلام يسوع لم تكن حدثا طارئا او صدفة ولا مصيرا محتوما، إنما هو مخطط الله الذي يُحققه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر. أمَّا عبارة " أُورَشَليم" فتشير الى مدينة قاتلة الأنبياء، تلك المدينة التي رفضت خلاصها كما جاء في إنذار يسوع "أورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! فلَم تُريدوا. (لوقا 13: 34). وهناك يتألم يسوع فيها وفق قوله " لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم" (لوقا 13: 33)؛ إنها مدينة آلامه وموته وقيامته. أمَّا عبارة "يُعانِيَ آلاماً شَديدة " فتشير الى اول إنباء من ثلاث إنباءات حيث أنبأ المسيح بموته وقيامته في طريق صعوده الى اورشليم. (17: 22، 23؛ 20: 18)؛ وفي الإنباء الثالث هناك تفاصيل أدق مما ورد في الإنباءين الاولين، وهي دور الوثنيين، والسخرية والجلد والصلب كما ورد في انجيل متى "ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم" (متى 20: 18-20). والهدف من تلك الانباءات هو تبديد يسوع لظنون التلاميذ ان المسيح المنتظر ليس مسيحا سياسيا يخلص شعبه بالقوة بل مسيحا متألماً يخلص شعبه بالموت عنه، وأن المصير الذي ينتظره سيكون مصير كل إنسان، يتسم بالألم والموت، ولن يعفيه إعلان كونه ابن الله من العداء والرفض والألم والموت. ويُشدِّد لوقا الانجيلي على عدم إدراك التلاميذ لمعنى ذلك الانباء (لوقا 9: 45، 18: 34). ويتفق حالة المسيح المتألم مع نبوءات دانيال. فالمسيح يجب ان يُقتل (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق (دانيال 9: 27)، وسيأتي اخيراً في المجد (دانيال 7: 13) وسيتحمل التلاميذ نفس الآلام كمعلمهم ويُجازون مثله في النهاية. فالألم والموت سيقودان الى مجد القيامة. لذلك المعنى الحقيقي لملكه في المجد لم يظهر الا على الصليب، وكان هذا قلب الإنجيل ونواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى. ان موضوع صلب المسيح وقيامته ليس مجرد نهاية حياة على الأرض أو حتى مجرد استشهاد مثل بقية الشهداء، وإنما كما أعلن الرب يسوع نفسه وكما أعلن الوحي الإلهي في العهد الجديد، كان أمراً محتوماً منذ الأزل، كما جاء في تعليم بطرس بالروح القدس : ” كُشِفَ مِن أَجلِكُم في آخِرِ الأَزمِنَة" (1 بطرس 9:1، 20)؛ أمَّا عبارة " الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة" فتشير الى فئات الرتب الثلاث التي تؤلف السنهدريم، مجلس اليهود الأكبر، وهو مؤلّف من 71 عضواً، كان يحكم الشعب اليهودي. وكان هذا المجلس يضم ممثلي الأرستقراطية العلمانية، الشيوخ πρεσβυτέρων، أي رؤساء الشعب، ومن كبار الاسر الكهنوتية، عظماء الكهنة ἀρχιερέων، الذين كانوا يختارون منها عظيم الكهنة او الحبر الاعظم، ومن "الكتبة" γραμματέων اي معلمي الشريعة ومُفسِّريها وناسخيها وهم فريسي النزعة في اغلب الأحيان. وكان المجلس يرأسه عظيم الكهنة (عظيم الاحبار) في أيام ولاية قيافا. امَّا عبارة "يقومَ" فتشير الى إنباء المسيح بقيامته لكي يُعزّي تلاميذه ويُشجِّعهم لما اعتراهم من إنباء رفضه وموته. اما هم فلم يُدركوا الخبر المحزن ولا الخبر المفرح. أمَّا عبارة "في اليومِ الثَّالث" فتشير الى الفترة ما بين مساء الجمعة وصباح الاحد كما ورد أيضا في رسائل بولس الرسول " وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب"(1 قورنتس 15: 4)؛ وتتكرر عدة مرات في الكتاب المقدس (تكوين 42: 18، خروج 19: 16، يشوع 2: 6، هوشع 6: 2). وتُستخدم لتعني نقطة تحول وعبور من موقف مأساوي يائس لا سبيل للخروج منه. إن نقطة التحول والخلاص هذه، لا تحدث أبدًا على الفور، في اليوم الأول، بل دائمًا في اليوم الثالث، عندما يكون واضحاً أنه ليس قدرة الإنسان هي الّتي تولد نقطة التحول، بل الرب وحده، ونعمته. أمَّا انجيل مرقس يذكر عبارة خاصة به " وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام" (مرقس 8: 31) ولها مدلولها الكتابي كما ورد في هوشع النبي " بَعدَ يَومَينِ يُحْيينا وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا فنَحْيا أَمامَه"(هوشع 6: 2). واوضحت كرازة الرسل الزمن كما جاء في عظة بطرس في بيت قرنيليوس "هو الَّذي أَقامَه اللهُ في اليومِ الثَّالِث، وخَوَّلَه أَن يَظهَر (اعمال الرسل 10: 40) وكما جاء أيضا في عظة بولس الرسول " أَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (1 قورنتس 15: 4). إن انباءات يسوع بآلامه وقيامته تُشدّد على مخطط الله وطاعة المسيح لمشيئة الله في الاحداث. لسنا نحن امام مصير فُرض على يسوع ان يتحمّله كُرها، ولا أمام حدث حصل صدفة لكن يسوع نظر الى هذه الآلام وتقبّلها مسبقاً محبةً للآب (يوحنا 14: 31). هذه هي نقطة التحوُّل في تدريب يسوع لتلاميذه. فقد بدأ يعُلمهم بوضوح ويشرح لهم انه لن يكون المسيح المنتصر الا بعد الامه وموته لأنه يجب عليه ان يتألم ويموت ويقوم ويجيء يوما في مجدٍ عظيمٍ ليقيم ملكوته الأبدي. وهكذا تشكِّل آلام يسوع وموته وقيامته نواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى، وهي قلب الانجيل. والجدير بالذكر ان متى الانجيلي ينفرد بتكرار هذه الآية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"يُظهِرُ لِتَلاميذِه" فتشير إلى التنبّؤ
يسوعُ يُظهِرُ لِتَلاميذِه
"يُظهِرُ لِتَلاميذِه"
وتَظهَرُ في ذلِكَ الحينِ علامةُ ا‏بنِ الإنسانِ في السَّماءِ
وتَظهَرُ في ذلِكَ الحينِ علامةُ ا‏بنِ الإنسانِ في السَّماءِ


الساعة الآن 11:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024