منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 08 - 2021, 11:55 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

يسوع هو الحياة


يسوع هو الحياة

يسوع ليس فقط الطريق والحق، انما هو أيضا الحياة. ان المسيح من حيث انه "الكلمة" الأولى، حاصل على الحياة منذ البدء. ومن حيث أنه الكلمة المتجسد، فهو " كَلِمَة الحَياة " (1 يوحنا 1: 1). هو " الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة " (يوحنا 14: 6)، "أَنا القِيامةُ والحَياة " (يوحنا 11: 25). وهو يهب أيضا الحياة للجسد يوم القيامة الموتى.

المسيح هو الحياة، " فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه" (يوحنا 5: 26)، وهو قادر أن يمنحها لمن يريد، لقد قال: "جئت لتكون لهم حياة"، حياة أفضل وأسمى من الحياة الأرضيّة. وهو يعطيها لمن يثبت فيه " الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 5: 24). ويوجد آيات قليلة في الاسفار المقدسة تصف الحياة الأبدية، ولكن هذه الآيات غنية بالوعود واهمها ما وعد يسوع تلاميذه “في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقاماً؟" (يوحنا 14: 2). وبرغم ان تفاصيل الأبدية مجهولة لنا، فلا حاجة بنا الى الخوف، ويمكننا ان نتطلع الى الحياة الأبدية لان الرب يسوع وعد بها كل من يؤمن. لان المسيح أتى ليعيد لنا هذه الحياة الأبدية بمجدها ونورها وفرحها. ويُعلق القديس مكسيمس أسقف طورينو " قيامة المسيح هي للموتى حياة، وللخطأة غفران، وللقديسين مجد "(العظة 53، 1-2)

المسيح هو الحياة، لأنه هو مصدر الحياة الروحية، إنه يُعلمنا حقيقة تلك الحياة، وهو الذي اشتراها بموته ووهبها لنا بروحه "كما أَنَّ الآبَ الحَيَّ أَرسَلَني وأَنِّي أَحْيا بِالآب فكَذلِكَ الَّذي يأكُلُني سيَحْيا بي" (يوحنا 6: 57). فالسبيل للوصول إلى حياة الله هو الله عينه من خلال ابنه يسوع المسيح.

المسيح هو الحياة، لأنه يمنحنا حياته. هو "ملك الحياة" (اعمال الرسل 3:15). فقد مات لفدائنا وليعطينا حياته، إذ اشترى لنا الحياة بموته ووهبنا إياها بروحه بعد أن فقدناها بالخطيئة. الخطيئة هي الموت والموت هو انفصال عن الله. والمسيح أتى ليتَّحد بنا ويربط حياته الالهية بحياتنا الآن والى الابد كما جاء في الكتب المقدس "لَمَّا كُنَّا واثِقينَ، أَيُّها الإِخوَة، بِأَنَّ لَنا سَبيلاً إِلى القُدْسِ بِدَمِ يسوع، (عبرانيين 10: 19) فنتأهّل للشركة مع الآب فتعود لنا الحياة كما اختبرها بولس الرسول "الحَياةُ عِندي هي المسيح" (فيلبي 21:1). وإذا اتحدت روح المؤمن بروح الله بوساطة المسيح، أصبحت روحه حياة " وإِذا كانَ المسيحُ فيكُم فالجَسَدُ مَيْتٌ بِسَبَبٍ مِنَ الخَطيئَة، ولكِنَّ الرُّوحَ حَياةٌ بسَبَبٍ مِنَ البِرّ" (رومة 8: 10).

يسوع هو الحياة، لأنه يدعونا الى الحياة الأبدية كي يشركنا فيها "فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس "(يوحنا 1: 4). ولكي يربح المرء الحياة الابدية ويتمتع بها، يجب ان يتخذ الطريق الضيق ويزهد في كل أمواله، بل في نفسه ذاتها، ويفقد حياته الحاضرة " لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها. ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفسَه؟ وماذا يُعطي الإِنسانُ بَدَلاً لِنَفسِه؟ "(متى 16: 25-26).

يسوع هو الحياة، لأنّه يدين الموت كما بُعلم بولس الرسول: "فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟" (1 قورنتس 15: 55)؛ فالموت الذي طالما كان منتصرًا، هًزِم بموت هازمه وهو يسوع المسيح. وكل مؤمن به ينال الحياة "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 5: 24)، ولان كل من يموت عن الخطيئة يحيا منذ الآن لله في المسيح يسوع " أحسَبوا أَنتُم أَنَّكم أَمواتٌ عنِ الخَطيئَة أَحْياءٌ للهِ في يسوعَ المسيح"(رومة 6: 11). وتصبح حياة المؤمن محتجبة مع المسيح في الله (قولسي 3: 3) وذلك بعماده في موت يسوع “فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة" (رومة 6: 4)، وبقيامته معه الى الحياة " أجعَلوا أَنفُسَكم في خِدمَةِ الله، على أَنَّكم أَحْياءٌ قاموا مِن بَينِ الأَموات"(رومة 6: 13).

يسوع هو الحياة لأنه هو "خبز الحياة" (يوحنا 6: 48) فقد صرّح السيد المسيح " أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم" (يوحنا 6: 51). وهذا كله يتطلب الايمان كما قالَ يسوع " أَنا خُبزُ الحَياة. مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَداً." (يوحنا 6: 35). ويقوم الايمان في قبول كلام يسوع والعمل "مَن أَعرَضَ عَنِّي ولَم يَقبَلْ كَلامي فلَه ما يَدينُه: الكَلامُ الَّذي قُلتُه يَدينُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 12: 48). ويسوع قادر على فيض الحياة في كل من يؤمن به.

نستنتج مما سبق ان المسيح هو الطريق الذي نثبت فيه لنصل إلى الحياة. وكل طريق غيره ضلال، وكل حق سواه باطل، وكل حياة عداه موت. بدون الطريق لا مسيرة، وبدون الحق لا معرفة، وبدون الحياة فهناك موت. هو الطريق الذي علينا أن نتبعه، والحق الذي علينا أن نؤمن به، والحياة التي نسعى لنوالها. فهو الطريق الوحيد للحياة الأبدية وهو حياة الله المعطاة للإنسان. وهو الحق الذي به نعرف أبوة الله لنا. ويعلق القدّيس والعلامة بِرنَردُس "إلى الذين يُخطئون ويُضلّون الطريق، صرخ يسوع قائلاً: "أنا هو الطريق". أمّا إلى الذين يشكّون فيه ولا يُؤمنون به، فقد قال: "أنا هو الحقّ". وإلى الذين اختاروا هذه الطريق لكنّهم تعبوا، قال: "أنا هو الحياة". (أطروحة عن درجات التواضع).

واختتم مع مناشدة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني للجميع:" ثقوا بالرّب يسوع المسيح، فهو لن يخيّب رغباتكم ومشاريعكم إنّما يملأها بالمعنى والفرح. هو القائل: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة"(يوحنا 14: 6). وإن كنتم تبحثون عن كيفيّة حصول ذلك، يجيبكم الراهب الفرنسيسكاني القدّيس بونافَنتورا "اسأل النعمة لا المعرفة، إرادتك العميقة لا فكرك، تأوّه صلاتك لا شغفك للقراءة. اسأل الروح لا المعلّم، الربّ لا الإنسان" (المسار الروحي نحو الربّ، الجزء السابع).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع الطريق يسوع الحق يسوع فيه الحياة👌🏻
يسوع المسيح يحمل الحياة التي لا تفنى أي “الحياة الأبدية”
يسوع الذي يعطي الحياة الابدية، وهذه الحياة تتعارض مع كل اشكال الموت
قيامة يسوع ليست عودة إلى الحياة الأرضية، بل هي دخول في الحياة
يسوع هو الحياة، لأنه يدعونا الى الحياة الأبدية


الساعة الآن 05:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024