ليس من طابع الحمامة أن تبقى صامتة، لا يُسمَع صوتها، فهي تعرف أن تُعبِّر عن مشاعرها من خلال هديرها الهادئ العميق، غير أنه توجد حالة تُبرزها لنا كلمة الله عندها تتوقف الحمامة عن الغناء تمامًا، ولا يُسمَع لها أي صوت، عندما تجد نفسها وحيدة مُحاطة بالغرباء، إنها لا تأنس هذا الجو المَشوب بالوحشة، ولا تعرف أن تتآلف أو تتعايش معه. إن الحمامة في طبيعتها رقيقة حسَّاسة، وبصمتها هذا تُعبِّر عن أحاسيسها ومشاعرها المُرهفة!!
وإذ نتفكَّر في صمت الحمامة البليغ، ألا نتذكَّر خالقها وبارئها، والذي حَباها قبسًا قليلاً جدًا لِما له هو تبارك اسمه. ألا نجده - في أيام تجسده - كان يلزم أحيانًا كثيرة الصمت، إذ يجد نفسه مُحاطًا بالغرباء؟!