رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"تُؤمِنونَ بِاللهِ " فتشير الى ثقة مبنيَّة على الله الذي يتجلى بمنح عونه للمؤمن فيتغلب على القلق، ولذلك يُمكننا القول إن الوسيلة الأولى لعلاج الاضطراب هو الإيمان بالله وبشخص يسوع المسيح ابنه المُبارك، فالاضطراب هو الداء للقلب والإيمان بالله هو الدواء ؛ أمَّا عبارة "آمِنوا بي " فتشير الى دعوة يسوع للإيمان بشخصه، بحضوره معهم وقوته ومحبته لهم إيمانا شبيها بإيمانهم بالله عزّ وجلّ، وهي دعوة الى إيمان عميق به يحمل في طيّاته الثقة والطمأنينة، إذ هو الابن المُتجسد "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا" (يوحنا 1: 14). والإيمان هو أساس الاطمئنان والأمان والسلام كما قال أشعيا " إِن لم تُؤمِنوا فلَن تأمَنوا " (أشعيا 7: 9). والسلام الحقيقي هو السلام الذي ينبع من الايمان متجاوزاً كل قلق واضطراب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمات يسوع قائلا:" كأنه يقول: "يجب أن تعبر هذه الشدائد كلها، لأن الإيمان بي وبأبي السماوي هو أقوى اقتدارًا من المصائب الواردة عليكم، ولا يسمح لأي شر أن يغلبكم". قدّم السيد المسيح الإيمان به كعلاجٍ عمليٍ للمعاناة من القلق والاضطراب. وأمَّا عبارة "تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً" فتشير الى مساواته للآب واتحاده به في المقصد والعمل مما يدل على وجود "إله واحد الآب، لكنه يسوع ى يفصل نفسه عن سرّ الإله الواحد. وهو ليس بإلهٍ ثانٍ، ولا بالإله المنفرد. فهو لا يقدر أن ينفصل عنه، ولا أن يندمج فيه" كما يُعلق القديس إيلاريون أسقف پواتييه. طلب يسوع من تلاميذه ان يضعوا رجاءهم في الله وفيه أيضا حتى لا يتزعزع إيمانهم وقت الاضطهاد (متى 16:10-22). بل يليق بهم أن يؤمنوا ويتعرفوا على سرّ الحب الإلهي". فالإيمان بالمسيح هو اول تعزية ودواء لجميع اضطرابات النفس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 37: 4) تَلَذَّذْ بِاللهِ |
(متى 29: 4) اِذهَبوا أَنتُم أَيضاً إلى كَرْمِي |
لم يَسمَعْ لِلكَنيسةِ أَيضاً |
لِي رَجَاءٌ بِاللهِ |
رَأَيتُ أَنا أَيضاً |