رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم" الى تشديد يسوع عزائم تلاميذه وتشجيعهم وتعزيتهم تجاه القلق الذي أستحوذ عليهم لدى سماعهم خبر رحيله عنهم (يوحنا 16: 5-6) وشعورهم بغياب معلمهم وإحساسهم بالألم والفراغ، وإنبائهم بوقوع الاضطهاد عليهم (مرقس 10: 30)، وبقائهم في عالم معادً لهم "كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب". وقد أحبوه وتعلقوا به (يوحنا 17: 7) وكانوا ينتظرون منه إظهار قدرته كما قال تلميذي عِمَّاوُس "كُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل" (لوقا 24: 21). أمَّا عبارة "تَضْطَرِبْ" في الاصل اليوناني ταρασσέσθω (معناها يضطرب) فتشير الى انقلاب كامل وضياع تام، ويستعمل هذا الفعل للدلالة على ثوران أمواج البحر، وحركة الأمواج المضَّطربة حينما تعصف بها الرياح وتبدأ بالتلاطم شرقاً وغرباً. وينشأ الاضطراب في الانسان من الخوف من المجهول أو بسبب شدة الحزن او العزلة. وهذا ما كان ينتاب التلاميذ، من قلق وخوف وغم وضياع؛ ويظهر ذلك من تساؤلاتهم: بطرس يتساءل "يا ربّ، إِلى أَينَ تَذهَب؟ "(يوحنا 13: 36)، وتوما "يا ربّ، إِنَّنا لا نَعرِفُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟ "(يوحنا 14: 5) وفيلِبُّس" يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا" (يوحنا 14: 8)، فقلوبهم مفعمة بالمخاوف والهموم والاضطراب، هذا بالإضافة ما سمعوه من أنَّ أحد التلاميذ ينكره وآخر يُسلمه وأنه سيفارقهم، بل سمعوا أنه سيموت، فإحساسهم بخيبة الامل في مملكة توقعوا قيامها وها هي أمالهم تنهار. أمَّا علاج الاضطراب هو الإيمان الذي يُجلب السلام ويهب النفس بصيرتها. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "قدَّم لهم السيد الحديث التالي لينزع ما في نفوسهم من اضطراب، ويفتح أمامهم أبواب الرجاء للتمتع بالسماء!". يسوع لا يقف متفرجا او مكتوف الايدي بل يتجاوب مع مشاعر التلاميذ وقلقهم ، وما من قوة أرضية تقدر أن تحل محل قوة المسيح، فلا خوف على المؤمنين؛ أمَّا عبارة " قُلوبُكم" فتشير الى مصدر الشعور والعواطف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|