رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية في اختبار الفرد الجرائم الكثيرة الغريبة الشاذة التي نقرأ أنباءها في الصحف كل صباح على أي شيء يدل وقوعها بهذه الكثرة، وهذا الشذوذ، وهذه الوحشية؟ السفاح الذي يقتل ضحاياه من أجل قروش، ويحتفظ بجثثهم في أرض الحديقة التي يعمل بها في الليل وفي النهار، ويبيع جمجمة الواحد منهم بخمسين قرشاً، ويقتطع من ثيابهم أجزاء للذكرى ثم يصنع منها وسائد يريح فوقها رأسه! علام يدل هذا الإجرام وهذه القسوة؟ والعمتان اللتان تفسدان ابنتي أخيهما اليتيمتين وتقودانهما إلى الشر وتتنكران لهما يوم يصيبهما المرض الخبيث، ما علة تصرفهما؟ وطالب كلية الهندسة الذي يطلق نسناساً على المصطافات في شاطىء سبورتنج يثير الرعب فيهن فلما يعترضه عامل قائلاً "حرام عليك" يغضب وينهال عليه ضرباً ولا يتركه إلا جثة هامدة! ما علة تصرفه هذا؟ وهذه الخلاعة التي تفشت في كثير من ا لبيوت! وهذه الحروب! وهذه الدموع! وهذه الدماء! وهذه الأسر المنقسمة على ذاتها التي لا يبطل منها النزاع والخصام! وهذه المطامع الأشعبية التي حطمت قلوب الناس؟ وهذه الخيانات والاعتداءات والسرقات؟ ما علة كل هذا؟ إن العلة الأصيلة الحقيقية هي "الخطية"!! تلك التي قال عنها بولس في اختباره "فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل. فإن كنت أفعل ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة فيّ. فإني أعلم أنه ليس ساكن فيّ أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل. فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة فيّ. إذاً أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي. فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" رو 7: 14 – 24 وكما ذكر بولس هذا الاختبار المرير في صراعه مع الخطية كذلك قرر هذه الحقيقة داود النبي حين قال "هأنذا بالإثم صورة وبالخطية حبلت بي أمي" مزمور 51: 5 فالخطية هي الميراث القديم لجميع البشر، وهي القاسم المشترك الأعظم في حياة كل فرد في هذا الوجود، وهذا هو ما يؤكده صاحب المزمور في قوله "الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله. كلهم قد ارتدوا معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" مزمور 35: 2 و 3 وبذات الأسلوب يقرر بولس هذه الحقيقة قائلاً "كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا معاً فسدوا. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ... لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" رو 3: 10 و 11 و 12 و 22 و 23 ... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|