البقاء للأصلح والأقوى
في القرن الخامس قبل الميلاد، كتب فيلسوف صقلي يُدعى إيمبيدوكليس عن أصول الأنواع وكانت لديه بعض الأفكار التي قد تبدو غريبة جدًا للقارئ الحديث، فعلى سبيل المثال، فكرة أن الذراعين والساقين والأعضاء الفردية كانت تنبثق من الأرض وتتحد من خلال قوة الحب لإنتاج أغرب الكائنات الهجينة من المخلوقات، ومع ذلك، إلى جانب قوة الحب، كان الصراع قوة معاكسة وهذه القوة تعني أن تلك المخلوقات التي تم تجميعها بشكل غير صحيح لا يمكن أن تتكاثر وبالتالي تموت.
وفقط المخلوقات التي كانت محظوظة بما يكفي لتكون مصنوعة من الأطراف الصحيحة بالترتيب الصحيح ستبقى على قيد الحياة وتستمر في كونها الحيوانات التي نراها اليوم، وتم توثيق هذه النظرية باعتبارها المحاولة الأولى لوصف خلق الحياة بدون مصمم وهي سلف نظرية داروين للتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي وهي الفكرة القائلة بأن الأقوى والأكثر قدرة هم فقط على قيد الحياة.