النميمة وكلام الناس
يقول الكتاب المقدس أن "رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ" (أمثال 16: 28). كم من صداقات دمرت بسبب سوء تفاهم بدأ بنميمة. إن الذين يسلكون هكذا لا يفعلون سوى إثارة المشاكل والغضب والمرارة والألم بين الأصدقاء. وللأسف يوجد أناس لا هم لهم سوى البحث عن مثل هذه الفرص لتدمير الآخرين. وعندما تتم مواجهة أمثال هؤلاء فإنهم ينكرون التهم الموجهة اليهم ويجيبون بأعذار واهية. بدلاً من أن يعترفوا بخطأهم فإنهم يلقون اللوم على الآخرين أو يحاولون التقليل من خطورة خطيتهم. "فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ. كَلاَمُ النَّمَّامِ مِثْلُ لُقَمٍ حُلْوَةٍ وَهُوَ يَنْزِلُ إِلَى مَخَادِعِ الْبَطْنِ" (أمثال 18: 7-8).
"مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ وَلِسَانَهُ يَحْفَظُ مِنَ الضِّيقَاتِ نَفْسَهُ" (أمثال 21: 23). لهذا يجب أن نصون ألسنتنا ونبتعد عن خطية النميمة. إذا سلَّمنا رغباتنا الطبيعية للرب، فهو سيساعدنا أن نظل أبراراً. ليتنا جميعاً نتبع تعليم الكتاب المقدس بشأن النميمة بأن نغلق أفواهنا ما لم يكن حديثنا ضروري ولائق.
في اليونان القديمة اشتهر سقراط بحكمته البالغة، و في أحد الأيام صادف سقراط أحد معارفه فاقبل عليه بلهفة وقال له: " سقراط ، أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك. "
قال سقراط : " انتظر لحظة قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير ".
فتعجب الرجل و قال: " اي امتحان ". فرد سقراط: " قبل أن تخبرني عن هذا الطالب لنأخذ لحظة و لنفكر في ما كنت ستقوله عن هذا الطالب، اولا هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح " فرد الرجل: " لا في الواقع لقد سمعت الخبر و جئت لانقله لك "، قال سقراط،: " إذا أنت لست متأكد أن ما ستخبرني عنه صحيح أو خطأ ".
ثم ساله سقراط: " هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب " فرد الرجل: " لا،على العكس..." فاستوقفه سقراط و قال: " إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟ "
بدأ الرجل يشعر بالحرج و الخجل، و ساله سقراط: " هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟ " فرد الرجل: " في الواقع لا "
فأجابه سقراط: " إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب ولا ذي فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل !! "