منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 12:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632


بين التجلى والصليب


بين التجلى والصليب


كان اللقاء بين التجلى والصليب، هو مقدمة التجلى فوق الصليب.

ولكن التجلى المنظور على جبل تابور، كان فى الخفاء بعيداً عن أعين الناس. فلم يبصره سوى ثلاثة من التلاميذ، هم أنفسهم الذين أبصروا الجهاد فى البستان.

أما الصليب فقد رآه كثيرون. لأن موضع الجلجثة كان قريباً من أورشليم. ولكن التجلى فوق الصليب لم تلحظه إلا أعين الإيمان، وسوف يبقى الصليب تجلياً مخفياً، لا تراه إلا الأعين الأمينة فى تطلعها نحو السماء.

على الصليب تألق الحب فى أجلى معانيه.. الحب الذى يتألم بكل الفرح من أجل من يحب.. والذى يغفر بكل حب.. والذى يعطى بلا حدود، وإلى المنتهى “أحبهم إلى المنتهى” (يو13: 1).. الحب الذى احتمل العار، لأنه حب بلا افتخار.

وعلى الصليب تألق العدل، مُعلناً قداسة الله الكاملة، الرافضة للشر والخطية، فالله لم يشفق على ابنه حينما حمل خطايانا فى جسده، ليعلن الله رفضه للخطية فى حياة الإنسان، ولتظهر الخطية فى بشاعتها: خاطئة جداً “فالله إذ أرسل ابنه فى شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد” (رو8: 3).على الصليب تألق الابن فى طاعته الكاملة لأبيه السماوى، معلناً أن الطاعة هى الطريق إلى الانتصار على كل قوى الظلمة والشر الروحية.

وعلى الصليب تألق الكاهن الأعظم وهو يصلى من أجل غفران خطايا كثيرين، مقدماً الذبيحة التى بلا عيب “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14).

على الصليب تجلى الاتضاع، الذى هو سر الغلبة الحقيقية على الشيطان.فبالاتضاع (إخلاء الذات) صار التجسد الإلهى ممكناً للابن الوحيد الحبيب.. وبالاتضاع أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان الذى ملأ الحقد قلبه بشكل رهيب.وبالاتضاع أرضى السيد المسيح قلب أبيه السماوى بسر عجيب . وبالاتضاع قَبِل الآلام والتعيير وعار الصليب.. وبالاتضاع قَبِل الموت عنا ودخل القبر فى سكون مهيب.. لقد تصور إبليس فى حماقته وكبريائه أنه قد انتصر حينما عُلق السيد المسيح على الصليب، وحينما ذاق الموت.

وكان السيد المسيح قد وضع نفسه، حتى أنه قَبِل الموت فى صورة المهزوم من أعدائه.

ولكنه فى الحقيقة قد سحق الشيطان بموته، وبقوة صليبه المحيى. وداس الموت بقيامته من الأموات منتصراً.

كان الموت بالنسبة للسيد المسيح هو الطريق إلى الفداء والكفارة، والمصالحة بين الله والإنسان، ودينونة الخطية فى الجسد، وإعلان حب الله كاملاً على الصليب.. فكان فى حقيقته انتصارًا، وفى ظاهره هزيمة.

هكذا دائماً الاتضاع يسلك من خلال التخلى عن مظهر القوة، لكى يحقق جوهرها الذى يستطيع أن يتألق (يتجلى) كحق أبدى لا يزول، تفهمه عقول قد استنارت بالرب، مصدر الحق والحياة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مريم والصليب
القوة والصليب
التجسد والصليب
بين التجلي والصليب
التجسد والصليب


الساعة الآن 06:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024