|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جعلتك آية : من وظائف الكاهن أو الخادم وظيفة يكاد لا يلمحها أحد أو يهتم بها مع أنها ذات أهمية كبيرة ، وهي أن يستخدمه الله كمَثَل أو نموذج أو آية للشعب . وطبعاً العهد القديم ملئ بهذه النماذج ، ومن أعجب هذه النماذج ، ما أوحى الله به لحزقيال النبي أن ينام على جنبه ثلاثمائة وتسعين يوماً ، وربطه الله بالصبر والثبات ليتمم النبوة ، على أن يأكل أثناءها خبزاً نجساً . وكل ذلك ليكون آية ونبوة لسقوط إسرائيل تحت خطاياها النجسة هذه المدة بعينها ، إنما بدل الأيام تكون سنيناً . ثم أمره أن يحلق شعر رأسه ولحيته ، ويقسمه ويذريه ، ويلقي ثُلْثه في النار كناية عن زوال رحمة الله وعنايته عن إسرائيل وتبديدهم في أقطار الأرض ووقوعهم تحت نار غضب الله ! ولكن في بولس الرسول نرى نموذجاً جديداً ، فهو يقول عن نفسه : "لكننى لهذا رُحمت ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناة مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية" (1تى 1 : 16) . وعلى هذا المنوال تعمل النعمة في كل كاهن مختار من الله وكل خادم ممتلئ من الروح القدس ؛ إذ تجعل من شكله وكلامه وسيرته آية للشعب دون أن يدري أو يحس . إذ تُركِّز النعمة عملها فيه في ناحية من النواحي فتكشف مَسْكنته أو بساطته أو بكاءه أو عطفه أو حنانه أو طهارته أو حلمه أو بذله المتناهي أو تسليمه لحياته . والنعمة ، لكي تُظهر ذلك فيه ، تستخدم أحياناً نار الممحِّص والتجارب والأحزان التي تكون بمثابة النار التي نشعلها تحت البخور فتفيح رائحته . والعجيب أنه في اللحظة التي يقرر فيها الكاهن أو الخادم أنه لم يعُدْ يصلح لشيء ولا لمزبلة ، معتقداً أن التجارب التي أحاطت به هي بسبب خطاياه ، ويظن أنها حتماً تخلية من الله ، تكون النعمة قد أكملت خطتها والتحمت النار بالبخور وأفاحت رائحة المسيح التي فيه !! وهكذا ومن الصفة الضعيفة ذاتها التي يكرهها الخادم في نفسه ، تخرج النعمة آية من آيات رحمة الله ! فلو انفتحت أذن الكاهن أو الخادم اليائس من خدمته بسبب ضعفه ، لتسمع رأي الله فيه ، لسمعت الآتي : وأنا من أجل هذا الضعف اخترتُك لتكون آية لرحمتي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يغلبك ضيق |
لا يغلبك |
لا تدع الشر يغلبك |
لما الشيطان يغلبك |
جعلتك با مصر فى مهجتي |