فإذا كان الله هو الذى خلق هذا الجسد بكل ما فيه من إتقان وإبداع ليناسب طبيعة حياة الإنسان، فلماذا يحمل الإنسان هم الحصول على الملابس التى تكسو هذا الجسد؟ ومن هنا جاءت الحكمة التى أبرزها السيد المسيح: أليس الجسد أفضل من اللباس؟
إن الملابس يستطيع الإنسان أن يصنعها لنفسه، ولكنه لا يستطيع أن يصنع لنفسه جسداً فيه كل خصائص الحياة.
هكذا أيضاً يستطيع الإنسان أن يدبّر لنفسه طعاماً ولكنه لا يستطيع أن يمنح الحياة لجسد ليس به حياة. أو أن يخلق الحياة.
لذلك جاءت الحكمة الخالدة “أليست الحياة أفضل من الطعام؟” (مت6: 25) أى أن الحياة هى الأهم وهى الأصعب فى الحصول عليها. أما الطعام فهو متوفر ومتاح، وإن كان الله هو أيضاً الذى خلقه من أجل الإنسان حينما خلق الزروع والأشجار والأسماك والطيور والحيوانات بأنواعها.