فالذى يؤمن بالمسيح كمخلّص، وينال الولادة الجديدة بالمعمودية ويتأهل لانسكاب وسكنى الروح القدس فى داخله، يصير قادراً بمعونة الروح القدس على الانطلاق فى محبة الله نحو الكمال، لكى يصل إلى المحبة الكاملة التى تحدّث عنها القديس يوحنا الرسول بقوله: “لا خوف فى المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج. لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يتكمل فى المحبة. نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً” (1يو4: 18، 19). وقد أوضح الرسول أن هذه المحبة تنشأ من عمل الروح القدس فينا بسبب إيماننا بالمسيح فقال: “بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا، أنه قد أعطانا من روحه. ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلّصاً للعالم. من اعترف أن يسوع هو ابن الله؛ فالله يثبت فيه وهو فى الله. ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التى لله فينا. الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه” (1يو4: 13-16).