رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة فرح" عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في اجتماع الأربعاء الأسبوعي الأصحاح الأول من رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل فيلبي بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. شكر ودعاء أَشْكُرُ إِلهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطَّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ، لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ. فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ، مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ. الحياة هى المسيح ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ. وَأَكْثَرُ الإِخْوَةِ، وَهُمْ وَاثِقُونَ فِي الرَّبِّ بِوُثُقِي، يَجْتَرِئُونَ أَكْثَرَ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكَلِمَةِ بِلاَ خَوْفٍ. أَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ حَسَدٍ وَخِصَامٍ يَكْرِزُونَ بِالْمَسِيحِ، وَأَمَّا قَوْمٌ فَعَنْ مَسَرَّةٍ. فَهؤُلاَءِ عَنْ تَحَزُّبٍ يُنَادُونَ بِالْمَسِيحِ لاَ عَنْ إِخْلاَصٍ، ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يُضِيفُونَ إِلَى وُثُقِي ضِيقًا. وَأُولئِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ، عَالِمِينَ أَنِّي مَوْضُوعٌ لِحِمَايَةِ الإِنْجِيلِ. فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا. لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ، كَذلِكَ الآنَ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. وَلكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ. فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ، لِكَيْ يَزْدَادَ افْتِخَارُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فِيَّ، بِوَاسِطَةِ حُضُورِي أَيْضًا عِنْدَكُمْ. فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ، غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ. لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ. نعمة الله الآب تكون مع جميعنا آمين. نتأمل ونتكلم تحت عنوان رسالة فرح. باعتبار أن فترة كورونا شديدة لكن بعد ما الناس ابتدت تاخد الفاكسين (اللقاح) وابتدت الناس تحترس أكتر وأكتر ونشكر ربنا حسب الإحصائيات النسب بتقل، نسب الإصابة أو الوفاة ربنا يحفظ الجميع . عايز أتكلم وياكم عن حالة الفرح من خلال رسالة فرح وتأملنا في بعض المباديء تساعدنا على إن إحنا نعيش هذه الحالة أو هذه الرسالة لنتمتع بها. هي رسالة فيلبي اللي كتبها القديس بولس الرسول في السجن وهنا بتقف قدامنا أول علامة استفهام كبيرة واحد في السجن يتكلم عن الضيق يتكلم عن الألم يتكلم عن التعب يتكلم عن العزلة .. لكن إنه يتكلم عن الفرح دى آخر ما كنا نتوقع. بولس الرسول بعد كرازة كبيرة سُجِن في روما اللي هيا عاصمة الإمبراطورية الرومانية. وهو في السجن كتب أربع رسائل، كتب رسالة شخصية إلى فليمون ودي أصحاح واحد وكتب رسالة أفسس ورسالة كولوسي ورسالة فيلبي. ومعروف في كتب التفسير أن هذه نسميها رسائل السجن، مجرد تسمية. لكن طبعًا كتبها وهو قاعد في السجن أكثر من سنتين. لكن الرسالة دي لها طابع خاص وأهل فيلبي كانوا لهم مكانة خاصة في قلب بولس الرسول. هناخد بعض الآيات اللي نقدر نعيش بيها في حياتنا ونتمتع بالفرح اللي كان موجود عند القديس بولس الرسول. طبعًا كلنا عارفين إن القديس بولس كتب ١٤ رسالة وبيضموا حوالي ١٠٠ أصحاح وفيهم فكر العمل والرعاية والكرازة والخدمة ومواجهة المشكلات الداخلية والخارجية. والحقيقة كل رسالة لها جمالها ولها طبيعتها ولها روحها. لكن الرسالة دي بالذات لها روح فرح بتشع في كل أرجائها. وأرجوك إنت بتقرأها وبتدرسها وبتتأمل فيها متنساش إنها اتكتبت في السجن. كتبها بولس الرسول في السجن في الألم وده ينقل لك صورة مهمة هي أن روح الفرح هي التي تملأ الإنسان، مش المهم المحيط به شكله إيه.. فيه فرح جواه وفي الرسالة دي آية معظمنا حافظها بالشاهد بتاعها (فيلبي ٤ : ٤) "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا." وخد بالك أن الهدف موجه بصورة جماعية افرحوا .. فرحوا في الرب في كل حين ولو أخدت بالك هتلاقي كلمة كل حين هي نفسها اللي اتقالت صلوا كل حين .. وشاكرين الله في كل حين فالتوازي مابين الصلاة كل حين والشكر كل حين والفرح كل حين ده عامل ذي الضفيرة الخيط المثلوث وهو ده اللي بيشكل قيمة حياة الإنسان الصلاة والشكر والفرح. الفرح يؤدي لشكر والشكر يخليك تصلي والصلاة تخليك تفرح وهكذا...إلخ. رسالة فرح والحقيقة رسائل بولس الرسول كل رسالة تمتاز بحاجة.. لكن الرسالة دي لها روح خاصة وأرجو أنها تكون مدار تأملنا خلال فترة هذا الصوم، صوم الأآاء الرسل لغاية ما نحتفل بعيد الرسل في ١٢ يوليو ٥ أبيب بنعمة المسيح. الرسالة دي كتبها بولس الرسول، أهمية مدينة فيلبي كانوا بيعملوا زمان الميناء على شط البحر ويدخلوا حوالي ٧ أو ٨ كيلو يعملوا مدينة السكان لأن البحر لما يفيض أو العاصفة تزيد ممكن تأثر على البلد ..فكانوا يعملوا البلد السكانية تبقى في الداخل، فهي على البحر اسمها نيابوليس وفي الداخل اسمها فيلبي وتعتبر كأنها مدينة واحدة. لكن أهيمة هذه المدينة وهذه القرية اللي اتسمت على اسم والد الأسكندر الأكبر فيليب المكدوني ..أهميتها إن هي دي أول بلد في أوروبا نالت شرف الإيمان بالمسيح ..زي عندنا في مصر الإسكندرية أول بلد في أفريقيا نالت شرف الإيمان بالمسيح . فكانت فيلبي دس هي المدينة البكر أو بذرة الإيمان المسيحي اللي امتد لكل ربوع قارة أوروبا. فيلبي كان بيخدمها وكان محبوب جدًا من شعب فيلبي من أهلها واحد اسمه أبفرودتس. أبفرودتس كان خادم سمعوا من خلاله أن بولس الرسول في السجن في روما، فأهل فيلبي الكرام قالوا ده مابيشتغلش، طيب هيصرف على نفسه إزاي ؟! هو كان في حاجة زي تحت التحفظ أو على ذمة التحقيق باللغة المعاصرة بتاعتنا. فأهل فيلبي بكرم بالغ بالرغم من أن إمكانيتهم ضعيفة إبتدوا يجمعوا من بعضهم بعض العطايا المادية وإبتدوا يدوها لأبفرودتس الخادم بتاعهم وقالوا له من فضلك سافر وروح لغاية روما وقدم العطية دي كعمل محبة للخادم الكبير بتاعنا اللى خدمنا اللي هو بولس الرسول اللي محتاج في السجن بتاعه من يوأزره ومن يساعده ..وأبفرودتس قام بالمهمة دي لكن في الطريق مرض وتعب وكاد أن يموت، لكن ربنا رحمه وتمم شفاه فكان أهل فيلبي خايفين عليه وبولس الرسول اللي وصله العطية خايف عليه، لكن حتى في الرسالة في الأصحاح الثاني تلاقيه بيمدحه بعبارات جميلة خالص. شفاه ربنا وإبتدى بولس لرسول يشكره ويشكر أهل فيلبي وقال عليهم تعبير بالغ الرقة (أنتم سروري وأكليلي ). عارف الواحد لما يلبس إكليل على رأسه أو في عنقه الإكليل ده علامة افتخار أنتم الفرحة بتاعتي. وهتلاقي فيه عبارات تمتليء بالعواطف الجياشة أو العبارات الحارة إنه يتكلم على إنه، أنا مشتاق ليكم وأنا دايمًا بصليلكم. كل ما يجي وقت صلاة أذكركم دايمًا ومش بعيد إنه كان بيذكرهم واحد واحد لأنه كان عارفهم. كان فيه نوع من الرباط الوجداني ما بين القديس بولس الرسول خادمهم ومابين أهل فيلبي وما بين الخادم المحلي بتاعهم اللى هو ابفرودتس. عايزك برضه تتخيل أن بولس في السجن كان بيتغير عليه ورديات من الجنود حراس فيبدو إنه كان فيه فرصة إنه يتكلم وياهم وينقل لهم إيمانه بالمسيح. والجنود دول بيتغيروا في الورديات بتاعتهم فبعضهم بيروحوا لبيت قيصر برضه عشان ورديات حراسة. فإبتدوا يتكلموا بالكلام اللي سمعوه من بولس الرسول فبقت الكرازاة بالمسيح وصلت لبيت قيصر إلى دار الولاية وبعض الكتب التاريخية قالت إنه فيه ناس نالت الإيمان وناس عرفت المسيح حتى زوجة الإمبراطور في بعض المصادر التاريخية يقولوا إنها عرفت الإيمان بالمسيح وبقى فيه روح الله تعمل بقوة وهنلمس ده في بعض الآيات اللي هنحب نحطها قدامنا وإحنا بنجتهد عشان نعيش روح الفرح اللي كانت موجودة عند القديس بولس الرسول. عايزك تعرف إن الفرح هو الهدف الإنجيلي وراء كل ممارسة روحية نصنعها. يعني بنصلي عشان نفرح، بنقرأ الإنجيل عشان نفرح، بنسبح عشان نفرح، بنصوم عشان نفرح، بنمارس الأسرار سواء سر لمعمودية أو سر الميرون أو سر التوبة والإعتراف أو سر التناول أو حتى الأسرار اللي هي مش للجميع اللي هي سر الزيجة، سر مسحة المرضى، سر الكهنوت، كل هذه الأسرار نمارسها من أجل الفرح. فالفرح هو التارجت أو هو الهدف أو هو القصد الأخير اللي عايزين نوصله، وطبعًا مننساش إن كلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة. زي ماقولتلك الرسالة في السجن في الضيق في العوز ولكن بتتكلم عن الفرح وده بيشكل قدام الإنسان نوع من التحدي إزاي في وسط الضيقة يعني مثلًا في أثناء انتشار الوباء في الأيام الشديدة اللي مرت قبل كده كان كل الناس قاعدة في البيت كأنها مسجونة وكان الشعار اللي طالع (stay at home) أقعد في البيت، أمكث في البيت، قلل نزولك . وأحيانًا بعض الناس تتضايق والمضايقة دي تخليه مش عارف يعمل إيه . بولس الرسول في هذه الرسالة ينقل لنا حالة الفرح رغم الضيقات اللي كانت موجودة بره. يمكن أسألك سؤال، هو ليه الانسان لا يشعر بالفرح؟ ليه الفرح بيغيب عن بعض الناس؟ بس قبل ما أجاوب على السؤال ده عايز أقولك إن وإحنا بنحتفل بحلول الروح القدس دايمًا فيه تعبيرين مهمين مواهب الروح وثمر الروح. مواهب الروح لبعض الناس. بعض الناس الله يعطيهم موهبة خاصة في عمل خاص من أجل الخدمة وبنيان كنيسة الله. مش لكل الناس لكن فيه ثمر الروح ده للجميع لكل واحد فينا الكبير والصغير، الشاب والشابة. بس عايزك برضه تلتفت إلى ملحوظة مهمة جدًا لما بنقرأ في غلاطية ٥ : ٢٣ يقولك أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام وكل ثمار للروح القدس الوداعة الإيمان التعفف وطول الأناة . جميل بس خد بالك من الملحوظة اللطيفة دي إن أول حاجة قالك أما ثمر الروح فهو محبة. المحبة دي بتعتبر الأرضية الحقل اللي بيطلع منه الثمر ..أول ثمرة بتطلع فرح تانى ثمرة سلام ثالت ثمرة وداعة رابع ثمرة صلاح إيمان تعفف إلى أخر الثمار دي . بس عايزك تعرف إن الثمرة الأولى نتيجة المحبة اللي إنسكبت في قلوبنا من على الصليب بواسطة الروح القدس في قلوبنا ..محبة المسيح هي الفرح بنصلي في قطع الساعة السادسة نقول نشكرك يارب لأنك ملأت الكل فرحًا خد بالك من التعبير ملأت يعني واحد بيملى كل حاجة لأنك ملأت الكل فرحًا أيها المخلص لما أتيت تعين العالم يارب المجد لك. كأن كل واحد فينا بيروح عند الصليب يقف عند أقدام الصليب وهوبيصلي وبيقوله يارب قلبي أهو إملاه .. يقوم القلب ده يتملي بمحبة ربنا ..أخد المحبة دي وأحولها إلى طاقة عمل وطاقة خدمة وطاقة صلة وطاقة كرازة ..وبعدين أرجع تاني اتشحن من هذه المحبة ويتملي قلبي وأقوله أشكرك يارب لأنك ملأت الكل فرحًا أيها المخلص لما أتيت لتعين العالم يارب المجد لك. فالفرح فهو الثمرة الأولى اللي هي محور تأملنا في الرسالة واللي هي الحالة اللي بنحاول ناخدها وينقلهالنا القديس بولس الرسول وناخدها منه رغم إنه كان في السجن . أرجع للسؤال ..ليه لا نشعر بالفرح ؟ ليه الواحد فينا مش بيشعر بالفرح؟ هحطلك شوية أسباب: أول سبب الناس ..أحيانًا الناس المحيطين بالإنسان سواء في البيت أو خارج البيت سواء اصحاب سواء اصدقاء سواء اقرباء سواء احباء كيف يكون وضعهم احيانًا يكون الفرح غايب عنهم..ولسان حالهم ينقل الأمور المحزنة فقط ولم يختبروا هذا الفرح وأحاديثهم دايمًا أحاديث مؤلمة متعبة مقلقة ذي واحد تقعد وياه مفيش في لسانه غير سيرة الحاجات الوحشة أو مدرتش الحادثة الفلانية أو الموضوع الفلاني ..القصة المؤلمة الفلانية ..مفيش في لسانه غير كده تجنب هؤلاء . أو واحد يكون الكلام بتاعه دايمًا نظرته سوداوية مش شايف النور وكل الأمور في عينيه سلبية حياته مفيهاش إضاءة ..مفيهاش إستنارة مابيشوفش..ذى التعبير المشهور جدًا لا يرى ما في الكوب نصه فاضي ونصه مليان هو بيشوف النص الفاضي بس . ويمكن في مرة من المرات ذكرته وياكم المدرس اللي حب يشجع تلاميذه فجاب لهم سبورة بيضة كبيرة وجه في ركن من أركانها حط نقطة سودة قالوا له شايفين النقطة السودة ..قالهم ده العيب بتاعكم شايفين النقطة السودة لكن مش شايفين المساحة البيضة الكبيرة ..فيه ناس كده ..تجنب الناس دي بقدر الإمكان سواء في المواجهة سواء في التليفونات سواء في الشات على النت..تجنب الناس المحبطة الناس اللي بتكسر المجاديف الناس اللي معندهاش رجاء الناس اللي دايمًا رؤيتها رؤية سلبية للأمور.. دايمًا الناس اللي عندها قدر كبير من الخوف تجنب هؤلاء.. 2- الأشياء يعني المقتنيات الناس بيروحوا عنها روح الفرح ليه ..ماسك في كده ..الحاجة دي بيملكها عايز يبيعها ..عايز يمتلكها ..عايز يشتريها مش قادر يشتريها ..تطلعاته أعلى بيشوف التلفزيون حاجات كتيرة عايز يمتلك كل شيء .ويمكن أتذكر الفيلسوف اللي في يوم من الأيام وقف قدام مستمعيه وقال(كنت أشتهي أن أمتلك ساعة وفي يوم أمتلكت الساعة ولما امتلك الساعة مسكها بإيديه فقال للمستمعين بتوعه لقد اكتشفت حقيقة أننى امتلكت الساعة ولكنني خسرت يدي لأن إيده الأول كانت حرة ..لما مسك الساعة بإيديه بقيت إيديه متعطلة مايقدرش يعمل بيها أي حاجة . مكنوش زمان على فكرة إخترعوا الساعة اللي الواحد يلبسها في ايده ويكون ليها استيك مخصوص معدن أو جلد ..مكنش الكلام ده موجود . الخلاصة إن تطلعات الانسان تطلعاته الواسعة حيانًا تقلقه وأحيانًا تخليه لايشعر بالفرح. المثل ده سمعتوه كتير: كنت أتذمر على الله لأن ليس عندي حذاء وذات يوم وجدت إنسان بلا قدمين حينئذٍ شكرت الله يعني كان دايمًا يتذمر على الله إنه معندوش الحذاء، كل الناس عندها أحذية وهو معندوش لكن في يوم اكتشف إنسان بلا قدمين في اللحظة دي قال أنت معطيني يارب قدمين أتحرك بيهم، فدايمًا حب الأشياء، حب القنية، حب التطلعات، كل ده يغيب روح الفرح عند الانسان. - الظروف اللي حوالين الإنسان بتغيب روح الفرح مثلًا ظروف مرض. ظروف فشل سواء في العمل أو في الدراسة أو في تكوين الأسرة ....إلخ. الظروف دي الإنسان لما يركز فيها تغيب عنه روح الفرح متنساش إن مسيحنا هو ضابط الكل هو بيدبر حياة الإنسان يوم ورا يوم وهو بيرسم خطة جميلة وهو يصنع الكل حسنًا وكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله. المهم إن إنت يكون عندك الثقة دي وعليك تعمل اللي تقدر تعمله، في دراسة اجتهد، في عمل كن أمين، في عمل، في بيتك كن أمين في البيت وفي خدمة البيت، وفي خدمة الأسرة وهكذا... في خدمتك بصفة عامة في الكنيسة أو غير الكنيسة ياريت تكون إنسان ماشي باستقامة. - بتخلي الانسان معندوش حالة من حالات الفرح أو حالة الفرح المستمرة اللي هو القلق .. الشخصية القلقة. زمان كنت قريت قصة أجنبية عن سيدة كانت عايشة في بيت لوحدها على أطراف المدينة وكانت خايفة وقلقانة ومستنية حد يجي وقريب منها شريط القطار فالقطار بيعدي رايح جاي وكان فيه ساعة بندول بتعمل صوت فبقى صوت القطر مع صوت الهوا لأنها في أطراف المدينة، الأصوات دي كلها شكلت نوع من الخوف والقلق وكانت النتيجة إنها تعبت ومرضت من القلق. وبيقولوا على القلق إنه مرض العصر. ليه تقلق طالما حياتك في إيد الله وعلى رأى القصة الرمزية اللي بتحكي إنه فيه عصفورتين كانوا واقفين على شجرة في أول النهار وبيزقزقوا مبسوطين فرحانين وبيبصوا على الناس وهما ماشين تحت في الشارع. فالناس ماشية قلقانة ومكشرة ومتضايقة فعصفورة بتسأل التانية، هما الناس مالهم ماشيين كده قلقانين وخايفين ومتضايقين ومكشرين ومعندهمش ابتسامة ومعندهمش رجاء، هما معندهمش إله زي الإله اللي عندنا؟ اللي بيعتني بينا اللي بيبعت لينا أكلنا ولبسنا وشربنا وحياتنا كلها. ضع أمامك هذه المعرفة، من فضلك لما هتقرأ الرسالة أرجو إنك تاخدها مركزة مرات ومرات كل ماتقرأ الرسالة دي كل لما هتعيش فيها بفرحة كبيرة وتشعر بالفرح ومتنساش إنه كتبها وهو في السجن. عايز أقولك حاجة في الرسالة دي جميلة، دي فيلبي في الوسط قبلها رسالة أفسس وبعدها رسالة كولوسي ثلات رسائل والثلاثة اتكتبوا في السجن بس فيه كلمة معينة اتكررت في الثلاث رسائل أحب تعرفها ونقف عندها وأقولك الآيات بتاعتها: في رسالة افسس بيقول في الجزء اللي بنصليه في باكر: "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا." (أف ٤ : ١). في فيلبي الأصحاح الأول عدد ٢٧ "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ". في رسالة كولوسي "لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً" (كو ١ : ١٠). كما يحق للدعوة ..كما يحق لإنجيل المسيح..كما يحق للرب في كل رضا. حطهم جنب بعض عشان تطلع مفهوم جميل جدًا: أولًا كما يحق للدعوة كل واحد فينا الله أرسله للدعوة في عمل، ربنا لما خلق كل واحد فينا خلقه بقصد، خلقه بهدف، ربنا مابيخلقش كده الناس من غير رسالة إنت ليك رسالة وإنتي ليكي رسالة والرسالة دي على مدى العمر. أوعى تقف قدام نفسك تقول أنا معنديش رسالة أو تقول أنا قليل، أبدًا. وزي ماشرح في رسايله إن إحنا المؤمنين كالأعضاء في جسد المسيح بس كل عضو له عمل، كل عضو له دور، العين لها دور لها وظيفة، الإيد لها وظيفة، الرجل لها وظيفة، الأحشاء الداخلية لها وظيفة، حتى الحاجب وظيفته تجميل العين. فأحيانًا الله يخلق إنسان يكون دوره ووظيفته في الحياة إنه يجمل حياة إنسان آخر ويساعده ويقويه ويشجعه ويحميه. كلنا زي بعض وكلنا نحتاج بعض بدون استثناء . إعرف كما يحق للدعوة اللى أنت مدعو على اسم المسيح مدعو لعمل مدعو لرسالة مدعو لوظيفة مدعو لهدف. ويقولنا بولس الرسول بأسلوبه الجميل أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة.... انتم عارفين لما بنيجي في الأعمال بتاعت الشركات والمصانع يقول (job description) يعني العمل ده الوظيفة بتاعته مفرداتها كده، الأعمال المطلوبة منه هي كده، المسؤليات بتاعته كده، بولس الرسول يقول كما يحق إزاي الدعوة بتاعته دعوة حقيقية وإزاي الدعوة تكون كما يحق للدعوة التي بيها دعيتم، أنت دعيت خادم، إنت دعيت طبيب، إنت دعيت مهندس، إنت دعيت مدرس، إنت دعيت عامل، في مصنع إنت دعيت رب أسرة، أو إنتي دعيتي ربة أسرة، إنت دعيت في الدراسة بتاعتك إنت دعيت في المسؤلية بتاعتك كما يحق للدعوة التي دعيت إليها. يبقى الدعوة لها مواصفات أمشي عليها عشان تكون دعوة حقيقية. - كما يحق لإنجيل المسيح ودي الآية الوحيدة اللي بتبدأ في الإنجيل بكلمة فقط في الأصحاح الأول عدد ٢٧ "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح". إزاي الإنسان يعيش حسب الوصية إزاي الإنجيل يبقى قدامك على طول وإزاي إن حياتك تبقى حياة حقيقية كما يحق لإنجيل المسيح. إزاي حياتك زي ما بولس الرسول بيقول في رسالة أخرى تكون إنجيلًا مقروءًا من جميع الناس يعني الإنجيل ده بتعبير رمزي كأنه يتجسد فيك وتصير إنت إنجيلًا مقروءًا من جميع الناس، شيء مهم إن الوصية تكون حاضرة كأن إرشادات عملك ودعوتك وسلوكك وحياتك كلها هي من خلال الإنجيل حسب الوصية. يقولنا داود النبى لكل كمال رأيت منتهى أما وصاياك فواسعة جدًا. لكل كمال، كل حاجة ليها سقف أما وصية المسيح واسعة جدًا تسعنا كلنا نشتغل فيها كلنا نعيشها كلنها نتمتع بيها كلنا نختبرها كلنا، فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح. وأنا أدعوك بصفة خاصة إنك تهتم بالوصية وبإنجيلك اليومي كل يوم. - بولس الرسول في رسالة كولوسي في الأصحاح الأول عدد ١٠ لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى، إنت عندك دعوة وعندك وصية، إن حياتك تكون في حالة رضا. دايمًا الإنسان المتذمر ليست في حياته بركات مهما عدت عليه لا يستفيد منها. الإنسان المتذمر دايمًا يفقد الفرص ويضيع منه حاجات كتير ويقولنا لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضا متنساش كتب الكلام ده وهو جوة السجن. بقى إنت في السجن وبتتكلم عن الرضا. إنت في السجن وبتتكلم كما يحق للدعوة. هي دي معالم حياتك المسيحية. كما يحق للدعوة كل واحد فينا عنده دعوة. كما يحق للوصية لإنجيل المسيح زي ما الوصية بتقول إنت بتطبقها وأنا بطبقها بنعيشها بس كل ده بنكمل المثلث الجميل اللي هو الرضا. حياة الرضا، حياة القبول، حياة الطاعة، الحياة التي يرى فيها الإنسان أن الله يقود خطواته وكل اللي بتعمله يارب حلو وكل اللي إنت بتقدمه لي حلو وكله من أجل خيري وزي ماقولتلك بولس الرسول قال في أهل رومية "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو ٨ :٢٨) وكأن المثلث فيه الدعوة، ضلع الدعوة وضلع الوصية، وضلع الرضا، المثلث مليان بالمحبة، كل الأشياء تعل معًا للخير للذين يحبون الله. الصورة الحلوة دي ضعها أمامك وإحنا بنتكلم كمدخل لرسالة الفرح اللي بيقدمها لنا القديس بولس الرسول رسالة فيلبي وبيكتبها وهو في السجن وبيدعونا كلنا مش لحياة الفرح لحالة الفرح اللي نتواجد فيها على الدوام في حياتنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|